Zahr Nadir Fi Hal Khadir

Ibn Hagar al-ʿAsqalani d. 852 AH
28

Zahr Nadir Fi Hal Khadir

الزهر النضر في حال الخضر

Investigator

صلاح مقبول أحمد

Publisher

مجمع البحوث الإسلامية-جوغابائي نيودلهي

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٨هـ - ١٩٨٨م

Publisher Location

الهند

قَالَ: إِنَّه نقيب الْأَوْلِيَاء، أَو إِنَّه يعلمهُمْ كلهم فقد قَالَ الْبَاطِل ". وَقَالَ بعد ذكر كَلَام الصُّوفِيَّة فِي تَفْضِيل الْولَايَة على النُّبُوَّة: " وكل هَذِه المقالات فِي أعظم الجهالات والضلالات، بل من أعظم أَنْوَاع النِّفَاق والإلحاد وَالْكفْر. " وَقَالَ: وَقد يحْتَج بَعضهم بِقصَّة مُوسَى وَالْخضر، ويظنون أَن الْخضر خرج عَن الشَّرِيعَة. وهم فِي هَذَا ضالون من وَجْهَيْن: أَحدهمَا: أَن الْخضر لم يخرج عَن الشَّرِيعَة، بل الَّذِي فعله كَانَ جَائِزا فِي شَرِيعَة مُوسَى، وَلِهَذَا لما بَين لَهُ الْأَسْبَاب أقره على ذَلِك. وَلَو لم يكن جَائِزا لما أقره، وَلَكِن لم يكن مُوسَى يعلم الْأَسْبَاب الَّتِي بهَا أبيحت تِلْكَ. فَظن أَن الْخضر كالملك الظَّالِم، فَذكر ذَلِك لَهُ الْخضر. وَالثَّانِي: أَن الْخضر لم يكن من أمة مُوسَى، وَلَا كَانَ يجب عَلَيْهِ مُتَابَعَته، بل قَالَ لَهُ: إِنِّي على علم من علم الله علمنيه الله لَا تعلمه، وَأَنت على علم من علم الله علمكه الله لَا أعلمهُ. وَذَلِكَ أَن دَعْوَة مُوسَى لم تكن عَامَّة. فَإِن النَّبِي كَانَ يبْعَث إِلَى قومه خَاصَّة، وَمُحَمّد - بعث إِلَى النَّاس كَافَّة. بل بعث إِلَى الْإِنْس وَالْجِنّ بَاطِنا وظاهرا؛ فَلَيْسَ لأحد أَن يخرج عَن طَاعَته ومتابعته، لَا فِي الْبَاطِن، وَلَا فِي الظَّاهِر، لَا من الْخَواص وَلَا من الْعَوام ". كَلَام نَفِيس لشارح العقيدة الطحاوية: قَالَ ﵀: " وَأما من يتَعَلَّق بِقصَّة مُوسَى مَعَ الْخضر ﵉ فِي تَجْوِيز الِاسْتِغْنَاء عَن الْوَحْي بِالْعلمِ اللدني، الَّذِي يَدعِيهِ بعض من عدم التَّوْفِيق، فَهُوَ ملحد زنديق. فَإِن مُوسَى - عَلَيْهِ

1 / 27