وهذه الطريقة الدينية تنطوي على أسرار تكتمها ولا توافق السنة ولا الشيعة في عقائدها وشعائرها، ومنهم من يصوم الأيام الأولى من المحرم - أول السنة الهجرية - ولا يصوم شهر رمضان، ودعواتهم التي يرتلونها في الأناشيد تتردد فيها أسماء علي وعيسى وموسى وداود، وكأنهم يميلون إلى التوحيد بين الأديان، وإن كانوا لا يعلنون ذلك لغير «الواصلين».
ولم يخطئ السيد «نصرت» أيضا حين قال إن الطربوش باق بعد زواله من البلاد التركية وأوشك زواله من البلاد المصرية؛ لأنه أصبح شعارا مميزا للمسلمين البلقانيين، يلبسونه في مواسمهم وأعيادهم، ولا يلبسون القلبق أو القبعة، ونذكر مما كتبته القصاصة الإنجليزية ربيكا ويست
Rebecca West
في رحلة البلقان ، أن مسلمي الصرب كانوا يتعمدون لبس الطربوش أثناء زيارة رئيس الجمهورية التركية لبلادهم ولا يقابلونه بالهتاف ولا بالتحية، كأنهم يستنكرون منه أن يخلع هذا الشعار ولا يلبسه إكراما لهم أثناء هذه الزيارات الرسمية «القومية».
وفي أفريقيا الوسطى
على أننا نذكر الآن أن الطربوش لا يزال معدودا في الطليعة بين أغطية الرأس التي يحتفل بها أبناء أوغندة وأفريقيا الوسطى، وقد ذكرنا ذلك يوم مرور «الكاباكا»؛ أي ملك بوغاندة بمطار ألماظة، فإنه يلبس الطربوش أحيانا كما يلبسه جنوده الوطنيون، وقد تختلف ألوانه بعض الاختلاف، فلا تنحصر في اللون الأحمر كطرابيشنا المصرية، ولكنه في قالبه وشكله طربوش مصري لا تختلف فيه عينان.
هل لا بد من غطاء رأس؟
والحق أنه سؤال لا بد أن نوجهه إلى أنفسنا بعد ما رأيناه من خاتمة عهد الطربوش.
فهل نترك الطربوش ولا نخلفه «بغطاء رأس» على الإطلاق؟ وهل يبقى فريق منا بالعمامة وفريق منا عراة الرءوس بغير شارة قومية لغير المعممين؟
لقد كان الباحثون في توحيد الزي يتجهون في بحثهم وجهة غير صحيحة؛ إذ يظنون أن الأوربيين موحدون في غطاء الرأس، وأننا نحن المصريين خاصة غير موحدين.
Unknown page