والعجيب أن مالنكوف وصهره معا قد أفاضا في الكلام على «المحسوبية» الشخصية في الخطاب الذي ألقاه كل منهما على مؤتمر الحزب التاسع عشر، فدلا بالكلام وبالعمل على أن أهواء النفوس، أهم من حساب الفلوس، حتى في بلاد الروس!
ماذا تعرف عن الوجودية والفوضوية؟1
... قامت في فرنسا في القرن الماضي حركة سياسية سميت في تاريخ الفلسفة باسم
L’anarchismc
بزعامة
، وتلخص سياسته هذه بالحرية المطلقة؛ فلا جبر ولا إلزام على الأشخاص ولا دين ولا دولة، بل تهدف الفوضوية إلى القضاء على الخضوع للسلطة سوى سلطان العلم والعقل، ولكن لم يقدر لهذا المذهب السياسي أي نجاح، فضلا عن إهمال علماء السياسة لدراسته.
وفي فرنسا الآن حركة أدبية أخلاقية واسعة هي المذهب الوجودي، ومن المعروف عن هذا المذهب أن كل إنسان يعمل ما يريد، وفي عمله يجب أن يكون بعيدا عن الخيال، وقد قال سارتر: «إننا نعيش في المادة، فيجب أن نخضع للطبيعة ونتركها تعمل ما تريد.»
ولشدة الشبه بين المذهب السياسي السابق والمذهب الأدبي الموجود الآن نسأل: هل هناك علاقة بين المذهبين؟! وهل يمكن اعتبار الوجودية امتدادا للفوضوية ولكن في ثياب الأدب؟ ...
إدوارد فؤاد
طالب بآداب القاهرة، قسم التاريخ
Unknown page