فقهقه متسائلا: وماذا تجد في أغنية «يوم ما عضتني العضة»؟! - اسخر ما شئت، إن نزوات المربي الفاضل التي مارسها وراء ستر وقاره لم تكن إلا صلاة شكر ساذجة.
فهتف: محتشمي، أشهد أنك ولي مغاني الهرم وملتقى مهربي الانفتاح.
المشكلة الحقيقية هي علوان. ترى هل يعتبرني المصدر الذي انطلقت منه شرارة تعاسته؟ - أود يا علوان أن أحمل عنك بعض حزنك!
فقال بضيق: الحق أنني لا أدري ماذا أفعل بحياتي. - سيبلغ البلد يوما شاطئ الأمان.
سأبلغ الشيخوخة قبل ذلك.
فقلت متنهدا:
ويخلق ما لا تعلمون . - ما أسرع أن تجدوا النجاة في جملة جميلة يا جدي! - علوان، في الثلاثينيات فصلت من عملي بتهمة تحريض الطلبة على الإضراب، كنت صاحب أسرة وأبناء ومن كبار الفقراء، اشتغلت بمدرسة الإعدادية الأهلية بمرتب حقير، وأمسكت حسابات بقال من أصدقائي، ومكثنا عاما كاملا لا نطبخ إلا العدس، وعندك أبوك فاسأله.
تابعني بنصف وعي، ثم قال بامتعاض: بت أكره نفسي.
فقلت برجاء: لعله إيذان بميلاد جديد.
فقال ساخرا: أو موت جديد.
Unknown page