156

Yaqutat Ghiyasa

ياقوتة الغياصة الجامعة لمعاني الخلاصة

Genres

وحقيقة كونه ساكنا هو لبث المتحيز في جهة وقتين فصاعدا بلا فصل، وحقيقة السكون الحادث هو الكون الموجود عقيب مثله في محل واحد، نحو تسكين الساكن فإن هذا يسما سكونا في حال حدوثه، وإن لم يلبث به وقتين لما وجد في المتحيز الساكن الذي قد لبث في الجهة وقتين فصاعدا، وحقيقة الاجتماع هو الكونان الموجبان كونه المتحيز في جهتين على سبيل الضرب، والمجتمع هما الجوهران الكائنان في جهتين على سبيل القرب، وكونه مجتمعا هو كون المتحيزين في جهتين على سبيل القرب.

وحقيقة الإفتراق هما الكونان الموجبان كوني المتحيزين في جهتين على سبيل البعد.

والمغير وهما المتحيزان الكائنان في جهتين على سبيل البعد، وكونه مفترقا، هو كونا المتحيزين في جهتين على سبيل البعد.

وحقيقة الكون المطلق: هو الكون الموجب كونه الجوهر الفرد في جهة عند ابتداء حدوثه؛ لأنه لم يعقل فيه ذلك الوقت عند أن يوجبه الله تعالى لاحركة ولا سكون ولا اجتماع ولا افتراق؛ لأن الاجتماع لا يكون إلا من اثنين وكذا الإفتراق.

والكون المطلق: لا يحصل في الوجود إلا إذا أوجد الله جوهرا واحدا فقط، ولم يوجد سواه على قرب منه ولا على بعد؛ لأنه لو كان في الوجود غيره مجاور له لكان افتراقا، وكذلك لا يكون الكون المطلق إلا في حال حدوث الجوهر وفي الوقت الثاني، إن استمر في تلك الجهة كان سكونا، وإن انتقل فهو ينتقل بحركة، ومعنى قولنا: إن هذا الكون مطلق أنه لا يقيد بأمر زايد على مطلق الكونية، ولا وصف له زائد على ذلك، بخلاف الأربعة الباقية فإن لكل واحد منها قيدا زائدا على الكونية من حركة أو سكون أو اجتماع أو افتراق فكل واحد منها كون على وجه مخصوص، والكون الحاصل في حال حدوث الجوهر لا يمكن أن يكون [81ب] حركة ولا سكونا ولا يقيد بهذا القيد في حال الحدوث.

Page 158