وأما قسمة الأكوان فهي تنقسم إلى خمسة أقسام: وهي الحركة، والسكون، والاجتماع، والإفتراق، والكون المطلق.
وأما حقائق أقسامها فينبغي أن نبين حقيقة الحركة، والمتحرك، وكونه متحركا، والسكون والساكن وكونه ساكنا، وكذلك سائرها فالحركة هي المعنى الموجب لصفة المتحيز وكونه متحركا هي الصفة الموجبة عنها، والمتحرك هو المتحيز، وهكذا في جميعها فحقيقة الحركة هو الكون الموجب كون المتحيز في جهة عقيب كونه في جهة أخرى بلا فصل عند ابتداء وجوده، فقوله هو المعنى جنس الحد تدخل فيه سائر الأكوان.
وقوله: الموجب تخرج عنه ما ليس بموجب من المعاني نحو المدركات.
وقوله: كون المتحيز في جهة يخرج عنه سائر المعاني الموجبة سوى الأكوان.
وقوله: عقيب كونه في جهة أخرى خاصة الحركة، وقوله عند ابتداء وجوده احتراز من الحركة التي تنقلب سكونا عندهم وصورتها أنك إذا انقلب الجسم بالحركة فإن عندهم أنه يصير ساكنا في الوقت الثاني بتمامه انتقل.
وقوله: بلا فصل احتراز من أن يوجد الجسم في جهة، ثم يقدم ثم يوجد في جهة أخرى، فإن هذا لا يسما حركة، وإن كان قد وجد في جهة بعد كونها في جهة أخرى لما يخلل العدم بينهما، والمتحرك هو المتحيز الكائن في جهة عقيب كونه في جهة أخرى بلا فصل، وكونه متحركا هو كون المتحيز في جهة أخرى بلا فصل، والسكون ينقسم إلى: حادث ونافي.
فالنافي هو الكون الموجب ليس المتحيز في جهة وقتين فصاعدا بلا فصل.
قوله: هو الكون جنس الحد يدخل فيه جميع سائر الأكوان، وقوله: ليس المتحيز فصلا له عن سائر الأكوان.
وقوله: وقتين لأن أقل ما يسكن به الجسم وقتين، وقوله بلا فصل احتراز من أن يقدم الله تعالى المتحيز عن الجهة بعد وجوده فيها، ثم نعيده في تلك الجهة فلهذا لا يسما سكونا، وإن كان قد لبث وقتين في الجهة لما تحلل العدم بين الوقتين ولم يتصل آخر وقتي اللبث بالآخر، وحقيقة الساكن هو المتحيز اللابث في الجهة وقتين وصاعدا بلا فصل.
Page 157