Yahudiyya Fi Caqida Wa Tarikh

Cisam Din Hifni Nasif d. 1389 AH
70

Yahudiyya Fi Caqida Wa Tarikh

اليهودية في العقيدة والتاريخ

Genres

وأيا ما كان الأمر فقد سبق المصريون اليهود في القول بوحدانية الله؛ فقد كان أمنحتب الرابع آخر ملوك الأسرة الثامنة عشرة عند استوائه على العرش يؤمن بأن إلها واحدا هو الإله الحق وما عداه باطل وزور. وكانت الصورة المرئية لهذا الإله هي الشمس «آتون»؛ فهي أم الكائنات جميعا، وما وجدت الخليقة كلها إلا بكلمة من فيها، وما صدف الناس عن عبادتها إلا ضلالة وعماية

171

وقد حزم الملك أمره، وعاونته زوجته الحسناء نفرتيتي، على أن يبث الدعوة لهذه العبادة وأن يصطنع الشدة والحزم في نشرها. وأوجب على أتباع «آتون-رع» أن يستمسكوا بعبادة الشمس وأن يجحدوا سائر العبادات، وغير هو اسمه تمجيدا للشمس فجعله «أخناتون»؛ أي عظمة الشمس وبهاءها.

ولم تتوافر لهذا المصلح العظيم، خلال الإحدى عشرة سنة التي ولي فيها الملك، مواءمة العوامل السياسية والاقتصادية ومؤازرة القوة الثقافية في البيئة؛ فقد تصدت السلطة الدينية القومية في مدينة «طيبة» لهذه الديانة الجديدة التي تتهدد عبادتهم للإله «آمون» بالاضمحلال والزوال، ولم تزل تكافحها حتى قضت عليها.

172 •••

وفي التوراة نفسها دليل على قدم التوحيد في مصر؛ فقد قرب فرعون إليه العبد العبراني يوسف وأبدى إعجابه به: «فقال فرعون لعبيده: هل نجد مثل هذا رجلا فيه روح الله» (تكوين 41: 38).

وهو كلام بين الدلالة على أن فرعون وحاشيته كانوا يعرفون الله ويكرمون القانتين

173

له وذلك في زمن يوسف وهو - تأسيسا على ما جاء في التوراة - يسبق زمن موسى بنحو 215 سنة.

174

Unknown page