78

Wisata

الوساطة بين المتنبي وخصومه

Investigator

محمد أبو الفضل إبراهيم، علي محمد البجاوي

Publisher

مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه

فجعل للكل كلًا، كما جعل للدهر دهرًا في قوله: تحمّلتُ ما لو حُمِّل الدهرُ شطرَه ... لفكّر دهرًا أي عبأَيْه أثقَلُ وقوله: رقيقُ حواشي الحلم لو أن حلمه ... بكفّيك ما ماريتَ في أنه بُردُ والبُرد لا يوصف بالرِّقة، وإنما يوصف بالصفاقة والدّقة. وقد أقام الرقة مقام اللطف والرشاقة في موضعٍ آخر، فقال: لك قدٌ أرقّ من أن يحاكي ... بقضيبٍ في النّعتِ أو بكثيبِ والقد لا يوصف بالرقة. وقوله: لآلٍ إذا مرّت على السمع ناسبَتْ ... لدقّة معنى نظمِها لؤلؤَ العِقْد ومناسبة اللآلئ في دقة النظم لا يُفتخَر بها، ولا يجعل ما يناسبه في ذلك لآل؛ وإنما يشبه باللآلئ في الصفا والرونق والحسن، وقد يكون من سقط الخرز وصغاره ما هو أدقّ نظمًا من اللؤلؤ؛ وقد تنظِم الأعراب تيجانها من حبّ الحنظَل، وهو أدقّ نظمًا من كل جوهر نفيس، وإنما أراد ذِكر السبب الذي أفاده شبه اللؤلؤ فزلّ عنه. وقوله: من الهيف لو أن الخلاخلَ صُيِّرت ... لها وشحًا جالت عليها الخلاخِلُ

1 / 78