102

Al-wasāṭa bayna al-Mutanabbī wa-khuṣūmih

الوساطة بين المتنبي وخصومه

Editor

محمد أبو الفضل إبراهيم، علي محمد البجاوي

Publisher

مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه

وقيّدتُ نفسي في ذَراك محبّةً ... ومن وجدَ الإحسانَ قيْدًا تقيّدا
إذا سأل الإنسانُ أيامه الغِنى ... وكُنتَ على بُعدٍ جعلتك موعِدا
وقوله:
وأطمعَ عامرَ البُقيا عليهمْ ... ونزّقها احتمالُك والوقارُ
وكانت بالتّوقّف عن رَداها ... نُفوسًا في رَداها تُستشارُ
وكنت السّيفَ قائمهُ إليها ... وفي الأعْداء حدُّك والغِرار
وظلّ الطّعنُ في الخيْلَين خَلسًا ... كأنّ الموتَ بينهمُ اختصارُ
مضوْا مُتسابقي الأعضاء فيه ... لأرؤسِهمْ بأرجُلِهم عِثار
إذا صرفَ النهارُ الضّوءَ عنهم ... دَجا ليلان: ليلٌ والغُبار
وإن جُنحُ الظلامِ انجابَ عنهمْ ... أضاءَ المشرفيّة والنهارُ
إذا فاتوا الرِّماح تناولتْهم ... بأرماحٍ من العطشِ القِفارُ
يرون الموتَ قُدّامًا وخلْفًا ... فيختارون والموتُ اضطِرارُ
إذا سلك السّماوةَ غير هادٍ ... فقتْلاهُمْ لعينيْهِ منارُ
فمن طلب الطِّعان فذا عليٌ ... وخيلُ الله والأسَلُ الحِرارُ

1 / 102