Wilayat Allah
ولاية الله والطريق إليها
Investigator
إبراهيم إبراهيم هلال
Publisher
دار الكتب الحديثة - مصر / القاهرة
Genres
وقال آخر:
(ولقد ذكرتك والرماح نواهل ... مني وبيض الهند تقطر من دمي)
(فوددت تقبيل الرماح لأنها ... لمعت كبارق ثغرك المتبسم)
وقال آخر:
(ذكرتك والخطى تخطر بيننا ... وقد نهلت منا المثقفة السمر)
فإذا كان هذا في الحب البشري الذي هو نوع من أنواع مخلوقات الرب التي لا تدخل تحت حصر، ولا تتطرق إليها إحاطة. فكيف لا يصنع الله عز وجل لمحبوبه من تيسر الخير والحماية عن الجناية، وحفظ الخواطر عن الزيغ ما يصير به ملكي الأفعال والأقوال، وإن كان بشري الخلقة وهو القادر القوي الذي لا يتعاظمه شيء.
ومما يشير إلى صدق غالب خواطر أهل الإيمان حديث " اتقوا فراسة المؤمن فإنه يرى بنور الله " وهو حديث حسن كما قدمنا.
والحاصل أن الخواطر الكائنة من أهل الولاية إذا لم تخالف الشرع فينبغي أن تكون مسلمة لهم لكونهم أحباء الله وأولياؤه، وأهل طاعته وصفوة عباده.
وليس لمن كان بالنسبة إليهم كالبهيمة بالنسبة إلى الإنسان، أو كالإنسان بالنسبة إلى الملائكة أن ينكر عليهم شيئا لا يخالف الشريعة. فإن خالف شيئا منها فهي الجسر الذي لا يصل أحد إلى مراضي الله إلا بالمرور منه، والباب الذي من دخل من غيره ضل وزل، وقل وذل.
(يا سالكا بين الأسنة والقنا ... إني أشم عليك رائحة الدم)
ولا شك ولا ريب أن من جعل ما امتن به الله على عباده الصالحين المستكثرين
Page 430