174

Ward al-Ta'if fi Sharh Rawdat al-Tara'if fi Rasm al-Mushaf

ورد الطائف في شرح روضة الطرائف في رسم المصحف

Publisher

دار طيبة الخضراء

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٤٣ هـ - ٢٠٢١ م

Publisher Location

مكة المكرمة

Genres

[٣٠] لِقَوْلِهِ: «جَرِّدُوا»، والنَّقْطُ أَبْدَعَهُ … يَحْيَى بن يَعْمَرَ إِعْرَابًا وَقَدْ مَثُلَا أي: لقول عبد الله بن مسعود (^١) ﵁: «جَرِّدُوا القرآن، ولا تخلطوه بشيءٍ» (^٢). قال أبو عبيد القاسم بن سلَّام (ت: ٢٢٤ هـ): «أَرَادَ بقوله: (جرِّدُوا الْقُرْآن) أَنَّه حثَّهم على أَن لا يُتَعَلَّم شَيْءٌ من كُتُبِ اللهِ ﵎ غَيْرُهُ» (^٣). وقال الإمام الجعبري: «فَنَسَخَ الكُتَّابُ الصُّحُفَ على مَا أَمَرَهُمْ بِهِ، ولم يزيدوا فيها شَكْلًا وَلَا نَقْطًا، فاحتملَ وجوهَ القراءاتِ» (^٤). وقال الإمام ابن الجزري (ت: ٨٣٣ هـ): «وَجُرِّدَتْ هذه المصاحِفُ جميعُها من النَّقْطِ والشَّكْلِ، ليحتملها ما صح نقله وثبتت تلاوته عن النبي ﷺ» (^٥). وذكر الإمام ابن الجزري السبب في ذلك فقال: «لتكون دلالةَ الخطِّ الوَاحِدِ عَلَى كِلَا اللَّفْظَيْنِ المنقُولَيْنِ المسْمُوعَيْنِ المتْلُوَّيْنِ شَبِيهَةً بِدَلَالَةِ اللَّفْظِ الوَاحِدِ عَلَى كِلَا المَعْنَيَيْنِ المَعْقُولَيْنِ المَفْهُومَيْنِ» (^٦).

(^١) هو: عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي، أبو عبد الرحمن، الإمام الحبر فقيه الأمة، من السابقين الأولين، عرض القرآن على النبي ﷺ، ومناقبه كثيرةٌ، وعلومه غزيرةٌ، (ت: ٣٢ هـ). معرفة القراء: ١٤ - ١٧، وغاية النهاية: ٢/ ٦٧٧ - ٦٧٩. (^٢) أخرجه من طريق سلمة بن كهيل عن أبي الزعراء: الداني في المحكم: ٨٤، وابن أبي داوود في كتاب المصاحف: ٣١٩، وأبو عبيد في فضائل القرآن: ٢/ ٢٣٠، والفريابي في فضائل القرآن: ١٥٠، والبيهقي في شعب الإيمان: ٤/ ٢١٨. (^٣) انظر: غريب الحديث لأبي عبيد: ٢/ ١٨٩. (^٤) انظر: جميلة أرباب المراصد: ٢٢٠. (^٥) انظر: النشر: ٢/ ٢٦. (^٦) انظر: المرجع السابق: ٢/ ١٠٣ - ١٠٤.

1 / 215