155

[مباهلة برير، ومقتله]

وخرج يزيد بن معقل [من عسكر عمر بن سعد] فقال:

يا برير بن حضير (1)! كيف ترى الله صنع بك؟!

قال [برير]: صنع الله- والله- بي خيرا، وصنع الله بك شرا!

قال [يزيد بن معقل]: كذبت وقبل اليوم ما كنت كذابا! هل تذكر- وأنا اماشيك في بني لوذان- وأنت تقول: إن عثمان بن عفان كان على نفسه مسرفا، وإن معاوية بن أبي سفيان ضال مضل، وإن إمام الهدى والحق علي بن أبي طالب؟!

فقال له برير: أشهد أن هذا رأيي وقولي!

فقال له يزيد بن معقل. فاني أشهد أنك من الضالين!

فقال له برير بن حضير: هل لك فلاباهلك (2) ولندع الله أن يلعن الكاذب، وأن يقتل المبطل، ثم اخرج فلابارزك!

فخرجا فرفعا أيديهما إلى الله يدعوانه: أن يلعن الكاذب وأن يقتل المحق المبطل.

ثم برز كل واحد منهما لصاحبه فاختلفا ضربتين، فضرب يزيد بن معقل برير بن حضير ضربة خفيفة لم تضره شيئا، وضربه برير بن حضير ضربة قدت المغفر وبلغت الدماغ، فخر كأنما هوى من حالق [مرتفع] وان سيف ابن حضير لثابت في رأسه، فكأني انظر إليه ينضنضه من رأسه (3).

وحمل عليه رضي بن منقذ العبدي [من عسكر عمر بن سعد] فاعتنق

Page 221