218

* (فتكهم بمعن بن زائدة)

كان معن بن زائدة الشيباني يكنى بأبي الوليد. وقد اشتهر بالكرم والجود والحلم والشجاعة والمروءة والنجدة والفصاحة والذكاء والشعر ، حتى قيل فيه. حدث عن معن ولا حرج. وكان قد أدرك الدولتين الأموية والعباسية. فأحرز فيهما الشأن الخطير والمنصب الرفيع. وقد اتصل في أيام بني أمية بيزيد بن عمرو بن هبيرة الفزاري امير العراقين لبني امية. ولما اديل للعباسيين من الأمويين ، ثار ابن هبيرة واشترك معه معن في هذه المعركة وأبلى فيها بلاء حسنا. وقد حاربهما المنصور حربا تشيب لها الولدان حتى حصرهما في مدينة واسط : ولم يزل يشدد عليهما الحصار حتى قتل ابن هبيرة وفر معن واختفى. فصار المنصور يطلبه أشد الطلب وجعل لمن يمسكه أو يدل عليه جائزة سنية ، ولما ثار الخراسانيون على المنصور في مدينة الهاشمية قرب الكوفة وجرت بينهم وبين حاشية المنصور

Page 225