============================================================
160 الوحيد في سلوك أهل التوحيد وما أخبرني به الشيخ عبد العزيز عن نفسه قال: كنث إذا وقع لي أمر أروح على الشيخ أبي زيد الميموي، فتوجهت مرة إلى زيارته بالميمون، وكنت أقرأ في سورة من القرآن فنسيت آية، وإذا بطائر آبيض يسمى الواق، فطار من جانب خليج إلى جانبه الآخر وردد على الآية، فلما جيت إلى الشيخ أبي يزيد الميموني، قال ما رأيت في طريقك يا ابن أم الهم؟ قلت له: كنت أقرأ سورة من القرآن فنسيث آية فرددها على أبو قردان، يعني الواق، فقال لي الشيخ: فما الذي خطر لك قلت: إما أن يكون جنيا تشكل أو ملكا تمثل، فقال لي: ما هو حني ولا ملك قلت: فما هو؟ قال: هي الآية تشكلت وردت وجودها عليك، فلما كان الليل قلت في نفسي: الشيخ أبو زيد يقول الآية تشكلت وردت وجودها عليك، والقرآن كلام الله تعالى، وكلام الله قلتم، فكيف يتشكل؟ فسمعت قائلا يقول: لا تسئ الأدب على الشيخ آبي يزيد، التي تشكلت تلاوتك لا المتلو، فانظرو يا آخي إلى هذا الجواب من القائل الذي فصل الخطاب بين القدعم والحادث؛ إذ المتلو هو القرآن، والقرآن كلام الله تعالى القلعم القائم بذاته العلية، وتلاوة العبد بحروفي وأصوات ولهات ومخارج حادثة لا تكون قديمة.
وما أخبري به الشيخ عبد العزيز عن نفسه، أنه كان يمشي وهو يسمع قمريا يكلم قمرية أو قنبرا يكلم قنبرة.
قال: فقلت في نفسيء الله تعالى أخبر عن السيد سليمان اللنيل فقال: يا ايها الناس غلمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء} [النمل: 16]، وقد علمت منطق الطير قال: فحين خطر لي ذلك التفتت القمرية أو القنبرة إلى وقالت: لا تسي الأدب على السيد سليمان القليةل وردث علي ذلك، ثم طارت وترجمت على عادة الطير ثم رجعت وقالت ليء عرفت إيش قلت؟ قلت: لا قالت: فسليمان القليه كان يعرف ذلك وآنت لو لم اكلمك بلسانك ما عرفت كلامي والمعنى في ذلك آن السيد سليمان القليه كان يعرف لغات الطير ومنطقه من حيث الطير، والشيخ لو لم يسمعها تتكلم بلسان الآدميين ما عرف، قال: فاستغفرت الله تعالى ومضيت، وما حكاه لي أيضا أنه مر يوما بالجيزة بغنم فرفع جدي منهم رأسه وقال: لا إله
Page 150