146

ʿUyūn al-masāʾil waʾl-jawābāt

عيون المسائل والجوابات

Genres

============================================================

مقالات البلخي ويقال له: ما الفصل بينك وبين من قال: إنه إذا أمر بالشر والفساد وهو يعلم أنه لا يقبل، بل يحسن فينال الخير، وأنه إن لم يأمره بهما لم يصل إلى ذلك الخير فهو محسن إليه؟

فإن قال: كذلك أقول، قلنا: فقل: إنه حكيم مصيب.

وإن قالوا: لا يكون فاعل هذا محسنا. قلنا: ولا يكون مسييا... الفصل وان أمرعلى أنه حكيم مصيب قلنا: وكذلك إذا أباحه حرمه وأمكنه من نفسه...

إذا علم أنه إذا فعل به ذلك قال خيرا وصار إليه، وإذالم يفعله عطب، فإن أجاز ذلك خسر خسرانا مبينا.

وإن قال: هذا قبيخ. قلنا: والأمربه وسائر الفساد قبيخ. وإن قال: إن كثيرا منهم قد يخالف بين الفعل إذا فعل مع العلم بعاقبة تكون له، وبينه إذا علم معه غير تلك العاقبة؛ لأنكم تزعمون أن الخلق والتبليغ لم يعلم أنه يكفر إذا جامعا العلم.. غيره ينتفغ بهما، ويصير إلى خير كان أصلح الأشياء وأصوبها، وإذا جامعا العلم بأن أحدا لا ينتفع بهما كانا دون ذلك.

قلنا: أجل، إلا أنهما وإن كانا مع العلم بأن أحدا لا يصل بهما إلى نفع في دون من يليهما إذا علم أنه يوجد معهما انتفاع خلق كثير؛ فلن يخرجا من أن يكونا إحسانا وإنعاما، وحكمة وصوابا، وإن كان غيرهما أصوب.

وكذلك نقول في أمر بالفساد والخبط والظلم، مع العلم بأن ذلك نفع أنه الغاية في الخطأ والسفه، وأنه إذا جامع العلم بأن ذلك لا يقع كان دون ذلك، غير أنه لا يخرج على حال من أن يكون خطأ وسفها وعبثا. وعلى أن الإحسان والإنعام ليس هذا حكمهما؛ لأنا قد وجذنا في الشاهد ما يخرج من أن يكون

Page 650