137

هكذا تكلمت، وأرسلت الصيحة المقدسة، فسمعت الربة صلاتها. بيد أن العشاق انفجروا صاخبين في سائر أنحاء القاعات الظليلة، فقال أحد الشبان المتغطرسين: «حقا إن الملكة التي يغازلها الكثيرون، تتأهب لزواجنا، ولا تعرف على الإطلاق أن الموت في انتظار ولدها.»

وهكذا كان أحدهم يتكلم، غير أنهم لم يعرفوا كيف ستسير تلك الأمور، فخاطب أنتينوس جمعهم قائلا: «أيها السادة الأمجاد، كفوا عن عبارات الزهو، أيا كان نوعها، خشية أن ينقل شخص ما حديثكم إلى داخل البيت. هلموا ننطلق في صمت، ونقوم بتنفيذ خطتنا، التي أدخلت السرور إلى قلوبنا جميعا.»

العشاق يعدون سفينة وبينيلوبي في حجرتها حزينة

هكذا تكلم، واختار عشرين رجلا، من خيرة الجمع، وانطلقوا في طريقهم إلى شاطئ البحر حيث السفينة السريعة؛ فأول عمل قاموا به، هو أن سحبوا السفينة إلى اليم العميق، ورفعوا الصاري، وثبتوا الشراع في السفينة السوداء، وربطوا المجاذيف فيها بسيور من الجلد، في نظام بديع، ونشروا الشراع الأبيض. وأحضر لهم السادة المتغطرسون أسلحتهم، وأنزلوا السفينة وربطوها في المرسى ثم تركوها هم أنفسهم، وذهبوا يتناولون طعام العشاء، وانتظروا حتى أقبل المساء.

أما بينيلوبي الحكيمة، فرقدت في حجرتها العليا دون أن تذوق أي طعام، سواء أكان لحما أو شرابا، وكان جل فكرها منحصرا في ولدها، هل سينجو من الموت، أم سيقتله العشاق الوقحون، فكانت كأسد وقع في وسط جمع من الرجال فظل نهبا للخوف، وهم يضيقون عليه الخناق. هكذا كانت مبلبلة الأفكار عندما داعب النوم اللذيذ عينيها، فارتمت إلى الوراء ونامت، وارتخت جميع أطرافها.

أثينا تزور بينيلوبي في صورة طيف

بعد ذلك، انتقلت الربة، أثينا ذات العينين المتألقتين، إلى خطة أخرى، فصنعت طيفا في صورة امرأة كأنه إفثيمي

Iphthime ، ابنة إيكاريوس العظيم القلب، زوجة يوميلوس

Eumelus

الذي كان يسكن في فيراي، ثم أرسلت ذلك الطيف إلى قصر أوديسيوس، إلى بييلوبي وسط بكائها ونحيبها، ليأمرها بالكف عن البكاء وذرف الدموع، فدخل إلى الحجرة من ثقب المفتاح، ووقف إلى جانب رأسها، وتحدث إليها بقوله: «يا بينيلوبي، أتنامين حزينة القلب؟ كلا، إن الآلهة التي تعيش في رخاء، لن تحملك مشقة البكاء، ولن تجعلك تعيسة؛ لأن ابنك سيعود إليك؛ إذ هو بريء أمام الآلهة من كل إثم.»

Unknown page