Ḥāshiyatān li-Ibn Hishām ʿalā Alfiyyat Ibn Mālik
حاشيتان لابن هشام على ألفية ابن مالك
Editor
جابر بن عبد الله بن سريِّع السريِّع
Genres
وحكى اللَّحْيَانِيُّ (^١) في "نوادره" (^٢) عن الكِسَائِيِّ (^٣): سمعت العربَ تقول: أَعْسِ بأن تفعل، أي: أَخْلِقْ، و: بالعَسَيِّ أن يفعل، قال: ولا تفعل هذا بـ"عسى" التي معناها العرض (^٤) والإشفاق. من "بُغْيِة الآمال" (^٥) (^٦).
* من مُثُلِ "عسى" للإشفاق: قولُ بعض (^٧) الصحابة ﵃ أجمعين للنبي ﷺ، حين قال له: «إنَّكَ لَتُشْبِهُ الدَّجَّالَ»: عسى أن يضرَّني شَبَهُه يا رسول الله (^٨).
فهذا إشفاقٌ قطعًا، لا طمعٌ (^٩).
بعد عسى اخلولق أوشك قّد يرد ... غنى بأن يفعل عن ثان فقد
(خ ١)
* [«"أَوْشَك" قَّد»]: تُدغَم الكاف في القاف، مثل: ﴿لَك قُّصُورًا﴾ (^١٠)؛ وإلا
(^١) هو علي بن حازم، وقيل: ابن المبارك، أبو الحسن، من أكابر أهل اللغة، أخذ عن الكسائي وأبي زيد والأصمعي، أخذ عنه: أبو عبيد القاسم بن سلام، له: النوادر. ينظر: نزهة الألباء ١٣٧، ومعجم الأدباء ٤/ ١٨٤٣، وإنباه الرواة ٢/ ٢٥٥، وبغية الوعاة ٢/ ١٨٥.
(^٢) لم أقف على ما يفيد بوجوده.
(^٣) ينظر: المحكم ٢/ ٢٢٠، والتذييل والتكميل ٥/ ١١٣.
(^٤) كذا في المخطوطة، ولعل الصواب ما في بغية الآمال: الطمع.
(^٥) بغية الآمال في معرفة مستقبلات الأفعال لأبي جعفر الفِهْري اللَبْلي ٢٩، ٣٠. وينظر: تحفة المجد الصريح له ٤٢.
(^٦) الحاشية في: ٤٢.
(^٧) هو أكثم بن الجَوْن، أو: ابن أبي الجَوْن ﵁.
(^٨) بعض حديث نبوي علَّقه ابن سعد في الطبقات ٤/ ٢٩٢ بنحوه، وهو بتمامه: «فقال: لا، أنت مسلم، وهو كافر». ولفظه: «هل يضرني شبهي إياه؟»، ولا شاهد فيه. وروي من وجه آخر فيه الشاهد، أخرجه الطبري في تفسيره ١١/ ١١٨ وغيرُه، من حديث أبي هريرة ﵁، لكن فيه تشبيه النبي ﷺ أكثمَ بعمرو بن لُحَيٍّ الخزاعي، وذكر ابن عبدالبر في الاستيعاب ١/ ١٤٢ أنه الصواب.
(^٩) الحاشية في: ٤٣. وقد كتبها الناسخ بإزاء البيت الأخير في الباب، ولعل وضعها هنا أقرب.
(^١٠) الفرقان ١٠، وهي قراءة أبي عمرو. ينظر: جامع البيان للداني ١/ ٤٤١.
1 / 412