138

Tuhfat Umara

تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء

Investigator

عبد الستار أحمد فراج

Publisher

مكتبة الأعيان

Genres

History
إليه موكلون، ووصاهم المحسن بسمه في الطريق إن تمكنوا أو قتله بمكة، وعرف علي بن عيسى ذلك فتحرر في مأكله ومشربه. ووصل إلى مكة رجل يعرف بأحمد بن موسى الرازي، وكان داهيةً ذا مكر وخبث، وقد اصطنعه علي بن عيسى في وزارته، وقلده القضاء هناك. فلما اجتمع علي بن عيسى معه حدثه بحديثه، وسأله إعمال الحيلة في تخليصه وحراسة نفسه، فتلطف في ذلك بأن وضع أهل البلد وقد كانوا قدموه وأطاعوه على أن اجتمعوا وثاروا بالموكلين، وخاف أن يجري ما يلحقه فيه إثم وإنكار من السلطان، فطرح نفسه عليهم حتى خلصهم وأخرجهم ليلًا إلى بغداد، بعد أن أعطاهم نفقةً. وأقام بمكة. وقد كان أبو العباس أحمد ابن محمد بن الفرات في خلافته عبيد الله بن سليمان على الأمور عمل ديوانًا سماه ديوان الدار، وجمع إليه سائر الأعمال ودبره بنفسه وكتابه، واستناب أخاه أبا الحسن علي بن عيسى، وأبو عبد الله محمد بن داود بن الجراح عمه، فكانا يجلسان بحضرة أبي الحسن، ويأمرهما وينهاهما، ويسميانه أُستاذنا، على رسم أصحاب الدواوين إذ ذاك. وجرى الأمر على هذا الترتيب إلى أن عزم المعتضد بالله على إخراج المكتفي بالله إلى الجبل، ومعه عبيد الله بن سليمان، والخروج بنفسه إلى آمد والثغور، ومعه القاسم بن عبيد الله، فقال عبيد الله لأبي العباس بن الفرات: أريد كاتبًا يصحبني ويتصفح أعمال كل بلد نفتحه ويقرر معاملاته على ما يدل عليه الديوان القديم من رسومه. فقال: ذلك محمد بن داود. وإليه من ديوان الدار مجلس ما فتح من

1 / 148