303

Tuhfat Talib

تحفة الطالب

Publisher

دار ابن حزم

Edition Number

الطبعة الثانية ١٤١٦هـ

Publication Year

١٩٩٦م

أعندك طعام؟ قالت: لا، ولكن أنطلق فأطلب لك. وكان يومه يعمل فغلبته عينه، فجاءت امرأته فلما رأته قالت: خيبة لك. فلما انتصف النهار غُشِي عليه، فذكر ذلك للنبي ﷺ فنزلت هذه الآية: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ﴾ ١ ففرحوا بها فرحا شديدا، ونزلت: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾ "٢. وأما الثاني: وهو تحريم ادخار لحوم الأضاحي. ٢٦٦- فعن بريدة بن [الحصيب] ٣ الأسلمي ﵁ قال: "قال رسول الله ﷺ: "نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، ونهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث فأمسكوا ما بدا لكم ... الحديث " ".

١ الآية: "١٨٧" من سورة البقرة وتمامها: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾ . ٢ رواه البخاري في كتاب الصوم، باب "١٥" قول الله، جل ذكره: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ ...﴾ إلخ ٢/ ٢٣٠ بمثله. وأخرجه أبو داود في كتاب الصوم، باب مبدأ فرض الصيام، حديث "٢٣١٤" ٢/ ٧٣٧. وأخرجه الترمذي في أبواب تفسير القرآن، باب ومن سورة البقرة، حديث "٢٩٦٨" ٥/ ٢١٠ وقال أبو عيسى: "هذا حديث حسن صحيح". وأخرجه النسائي في كتاب الصيام، باب تأويل قول الله تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا ...﴾ إلخ ٤/ ١٤٧. وأخرجه الدارمي في كتاب الصوم، باب متى يمسك المتسحر من الطعام والشراب ٢/ ٥. ٣ في الأصل "الخصيب" بالمعجمة، وهو خطأ. وهو: بريدة بن الحصيب -بضم المهملة وفتح الصاد- بن عبد الله بن الحارث الأسلمي، صحابي كريم، أسلم قبل بدر ولم يشهدها وشهد خيبر والفتح، وكان معه اللواء واستعمله النبي ﷺ على صدقة قومه. توفي سنة ثلاث وستين، رضي الله تعالى عنه. الإصابة ١/ ٢٨٦، التهذيب ١/ ٤٣٢، السير ٢/ ٤٦٩.

1 / 323