مقدمات
مقدمة الطبعة الثانية
...
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الطبعة الثانية:
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد النبي الأمين، وعلى آله وأصحابه ومن سار على هديه إلى يوم الدين.
وبعد: فإني أضع بين يديك أيها القارئ الكريم هذا السفر المبارك في طبعته الثانية مزيدة منقحة، راجيا الله سبحانه أن يجعله عملا مباركا مبرورا مشكورا متقبلا عنده.
وكتاب تحفة الطالب بمعرفة أحاديث مختصر ابن الحاجب الذي بين يديك، كتاب جليل القدر عظيم الفائدة، أوقفنا فيه مؤلفه الإمام الشهير الحافظ النحرير أبو الفداء عماد الدين ابن كثير على أحاديث مختصر ابن الحاجب في أصول الفقه. والإمام أبو عمرو بن الحاجب إمام أصولي نحوي نظار، ذاعت كتبه في الأقطار واستفاد منها طلاب العلم وعلماء الأمصار. ويكفي مختصره أهمية أن نافت شروحه على الخمسين شرحا وقام على تخريج أحاديثه خمسة أئمة أعلام ينتمون إلى مدارس فقهية متعددة، مع إمامتهم في الحديث، ومسلكهم العقدي الصحيح.
فلم يمنعهم مانع من الإفادة من كتاب مالكي، وإن كان أحدهم شافعيا أو حنبليا.
وهذه هي طبيعة مدرستنا الإسلامية الحقة لم تعرف للتعصب طريقا، ولا للتحيز مسلكا، ولا للجحود سجية وهديا.
وبهذا الطريق السوي مضت وتمضي عجلة العلم بطلابها النجباء، واردين من المنهل العذب الرائق، ينحون بالأمة نحو المعالي.
1 / 7
وفقنا الله لكل فضيلة، وبصرنا بأنفسنا، وهدانا الصراط المستقيم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
المحقق
1 / 8
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الطبعة الأولى:
بعد حمد الله تعالى والثناء عليه بما هو له أهل، فله الحمد والشكر، وله الفضل والمنة في الآخرة والأولى.
والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين، المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه، ومن عمل بسنته، واهتدى بهداه إلى يوم نلقاه.
وبعد: لما كان هذا الكتاب الذي بين يدي القارئ الكريم اليوم هو رسالتي للماجستير، والتي تقدمت بها إلى جامعة أم القرى العتيدة بمكة المكرمة، وإني أسأل الله تعالى أن يعلي صرحها، ويديم مجدها وذكرها، وأن يدفع عنها كل سوء وسيئة، كما دفع ويدفع عن بيته الكريم وهي تتربع بين أحيائه، وأن يجزل المثوبة ويكرم العاقبة لكل من مد لها يدا بالخير وأراد لها الصالح والصلاح.
فإني أتقدم بشكري العميق للقائمين على جامعة أم القرى جميعا. كما أشكر القائمين على مكتبة الحرم المكي، والحرم المدني الشريفين، والقائمين على المكتبة المركزية بالجامعة الإسلامية وقسم المخطوطات فيها، والمكتبة المحمودية بالمدينة المنورة، والقائمين على دار الكتب المصرية ومعهد المخطوطات التابع لجامعة الدول العربية بالقاهرة، والمكتبة السليمانية ومكتبة فيض الله "ملّت" بإسلام بول بتركيا؛ لما لهم من فضل في تسهيل مهمة البحث، وذلك بتهيئة المصادر والاطلاع على المخطوطات التي احتجت إلى الرجوع إليها والاستفادة منها.
1 / 9
كما أتقدم بشكري الخالص إلى أستاذي المشرف على هذه الرسالة، فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور محمد أحمد يوسف القاسم، الذي لم يدخر وسعا ولم يأل جهدا في إبداء ملاحظاته وتوجيهاته السديدة لي. وأشكر كافة مشايخي الفضلاء الكرام، وأخص أستاذي الكريم فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور أحمد بن محمد نور سيف بوافر الشكر والتقدير؛ لما له من فضل علي وعلى طلبة العلم بملاحظاته وتوجيهاته السديدة، كما أشكره مرة أخرى وأشكر معه فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور سعد بن سعد جاويش؛ لتفضلهما بمناقشة الرسالة. كما أتقدم بشكري العميق وتقديري الخالص إلى كافة زملائي الكرام وأخص العراقيين منهم، وأتقدم بشكري وجزيل تقديري إلى كل من له يد عون أو فضل علي في إعارة كتاب أو مراجعة نص أو مقابلة مخطوط أو إسداء نصح أو توجيه أو دعاء.
وإني إذ أسجل شكري وتقديري واحترامي للجميع، فإني أسأل الله لعلي القدير أن يمدهم بعون من عنده وأن يوفقهم لكل خير، وأن يكرمهم في الدنيا، ويجزل مثوبتهم في الآخرة. كما أسأله تعالى أن يوفقني لرد فضل الجميع، وأسأله سبحانه أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، فإنه سبحانه نعم المولى ونعم النصير، والله ولي التوفيق.
1 / 10
بسم الله الرحيم الرحيم
تمهيد:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا الهادي والرسول الأمين، سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه، ومن سار على هديه واتبع خطاه وانتهج منهجه إلى يوم الدين.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله.
﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُون﴾ ١.
وأنزل عليه كتابه الذي هو أصل دينه، نوّر به بصائر المؤمنين، وأحيا به قلوب المتقين، وطمأن به قلوب الموحدين: ﴿الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ ٢، وأوحى إلى رسوله ﷺ تبيين مقاصده خاصة وعامة، وتوضيح مجمله ومفصله، فكان ﷺ بسنته القولية والفعلية والتقريرية هو المعبّر عن كتابه، الدالّ على معانيه، الهادي إلى طريق تطبيقه. فغدا الصحابة الكرام -رجالهم ونساؤهم- يسألون رسول الله ﷺ عما خفي عليهم من معنى، وما استشكل عليهم من مراد، وعن حكم ما استجدّ لهم من حوادث، فتجد أحدهم يسأل عن الأمر الصغير والكبير، وتأتي المرأة لتسأله وتقول: يا رسول الله، إن الله لا يستحيي من الحق٣ ...
_________
١ الآية ٣٣ في سورة التوبة.
٢ الآية ٢٨ في سورة الرعد.
٣ انظر صحيح البخاري في كتاب العلم "باب" "٥٠" الحياء في العلم "١/ ٤١.
1 / 11
وتسأله شيئا لو لم يكن من أمر الدين لما استحسن السؤال عنه؛ لأنهم ﵃ جميعا- علموا وأدركوا وأيقنوا أن معلمهم رسول الله ﷺ وأنه العارف بدقائق الشرع وحقائق التنزيل، وأن الله شرّفهم وأعلى منزلتهم بدخولهم الإسلام، وأن كل ما يفعلون وما يقولون -صغيرا أو كبيرا- يجب أن يكون على وفق ما شرعه الله، ويجب أن يكونوا على معرفة به، وأن الاستحياء في التساؤل عن أمر الشرع مذموم، وأن العمل الذي يجانب مراد الشارع باطل، فلا بد مع إخلاص النية من العلم، فالنوايا لا تغني وحدها إذا كان العمل غير صحيح، فلا بد من إخلاص النية في العمل وموافقته لمراد الشارع ﷾. وآمنوا ﵃ جميعا- أن تبليغ الرسالة جزء من واجباتهم فقاموا ينقلون عن رسول الله ﷺ ما سمعوه ووعوه، ويوضحون ما فقهوه. فكان نقلهم لما سمعوه وشاهدوه وعلموه منه دقيقا، وفهمهم له صحيحا؛ لأنهم عايشوا الوحي وعاصروا التنزيل ووقعت الحوادث بين أيديهم، إضافة لما أكرمهم الله به من الورع والتقوى، وما خصّ به زمانهم من خيرية على القرون، وما حباهم من فطنة وذكاء.
وقد تلقاها عنهم آخرون هم على درجة عالية من الفهم والوعي، وقوة الحافظة واستحضار المعاني، وكتب البعض صحائف، وترك البعض الآخر الكتابة لدقة تثبته وقوة حافظته. وبلّغوا هم بدورهم ما وعوه وحفظوه وما كتبوه وهكذا.... حتى إذا تباعد الزمن شيئا قليلا رأى العلماء والأئمة النجباء أن الاعتماد على الحفظ وحده لا يكفي، وأنه لا بد من تقييد السنة وجمعها في الكتب ... فتمت عملية الجمع والكتابة والتدوين١ ... إلا أن البعض تساهل في الجمع فجمع كل ما سمع مرويا بالسند، ووضع البعض الآخر شروطا لقبول رواية الراوي ومن يأخذ عنه العلم، وكانت شروط بعضهم أشد من بعض، وكان شرط الإمامين الجليلين البخاري ومسلم -عليهما رحمة الله- في صحيحيهما في الدرجة الأولى من التحري عن رواة الأخبار،
_________
١ انظر تدوين الحديث في كتاب بحوث في تاريخ السنة المشرفة، تأليف أستاذنا الدكتور أكرم العمري، حفظه الله.
1 / 12
وشرطهما مدوّن معلوم لدى طلبة العلم١، فكانت روايتهما نقية صحيحة بعيدة عن النقد. لذلك تلقتها الأمة بالقبول حتى قال أحد الأئمة: لو حلف أحدهم بالطلاق أن جميع ما في البخاري ومسلم صحيح، لم يحنث ولم تطلق زوجته٢ ... بيد أن غيرهما لم يكونوا على هذه الدرجة من الدقة والتمحيص؛ لذلك لم يغفل الأئمة الأعلام -عليهم رحمة الله- هذه الناحية، فوضعوا شروطا دقيقة ضابطة للعلم؛ حتى يحكم للرواية بالقبول أو الردّ، وقسموا الحديث تبعا لتلك الشروط إلى: صحيح، وحسن، وضعيف، ووضعوا لها درجات، وقسموا الضعيف إلى أقسام كثيرة.
ثم إن بعض من جاء بعدهم من المصنفين استشهد بروايات من غير أن يعزوها لمصدرها، وإن البعض منهم ساقها من غير تمحيص فلم تكتمل فوائدها؛ لأن الناظر فيها لا يعلم ما استشهد به المؤلف صحيحا أو سقيما، فأدرك الأئمة هذه المهمة فأماطوا اللثام عما خفي مصدره، وصعب مسلكه، وتعذر الوصول إليه.
ومن تلكم الكتب: كتاب "مختصر ابن الحاجب -عليه رحمة الله- في أصول الفقه" فهو كتاب جليل في فنه بديع في صنعه دقيق في عبارته، تلقاه العلماء وطلاب العلم بالقبول والعناية، ولكن كان فيه ما وصفنا. فلم يغفله الأئمة الحفاظ كما أنهم لم يغفلوا عن غيره، فشمّروا عن سواعد الجد لتبيين أحاديثها، وأعلام الدارسين لها بصحة الصحيح وحسن الحسن وعلة المعلول، كما أنهم بينوا مواطن أخذها ومظان عزوها. ومن أولئك الأعلام إمامنا الجليل الحافظ الناقد الأصيل عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر ابن كثير -عليه رحمة الله تعالى- فألّف كتابه القيم "تحفة الطالب بمعرفة أحاديث مختصر ابن الحاجب" فأجاد وأفاد، وهو الكتاب الذي قمت على تحقيقه، ولله الحمد والفضل والمنة، وقد قدمت له بدراسة تضمنت أربعة فصول، هي كما يلي:
الفصل الأول: دراسة حياة المؤلف الإمام ابن كثير، وتتضمن مبحثين:
_________
١ انظر الكتابين: شروط الأئمة الخمسة للإمام الحازمي، وشروط الأئمة الستة للإمام المقدسي.
٢ انظر التقييد والإيضاح للحافظ العراقي ص٣٩.
1 / 13
المبحث الأول: حياته العامة.
المبحث الثاني: حياته العلمية.
الفصل الثاني: دراسة حياة مؤلف الأصل ابن الحاجب، وتتضمن مبحثين:
المبحث الأول: حياته العامة.
المبحث الثاني: حياته العلمية.
الفصل الثالث: في التخريج وأهميته، وتضمّن:
معنى التخريج، أهمية التخريج، جهود الحافظ ابن كثير في هذا الفن.
الفصل الرابع: دراسة الكتاب، وفيه مبحثان:
المبحث الأول: وتضمن: اسم الكتاب، صحة نسبة الكتاب للمؤلف، نسخ الكتاب.
المبحث الثاني: وتضمن: من قام على تخريج الكتاب غير الإمام ابن كثير، بعض مزايا كتاب تحفة الطالب، منهج الحافظ ابن كثير في كتاب تحفة الطالب، منهج التحقيق.
هذا، وأسأل الله العلي القدير أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وأن يرحم العلماء العاملين، وأن يوفقنا لخدمة دينه وشرعه القويم. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين.
مكة المكرمة
في ٧/ ٦/ ١٤٠٦هـ
1 / 14
القسم الأول: الدراسة
الفصل الأول: دراسة حياة المؤلف "الإمام الحافظ ابن كثير"
المبحث الأول: حياته العامة
أولا: اسمه ونسبه
...
القسم الأول: الدراسة
الفصل الأول: دراسة حياة المؤلف "الإمام الحافظ ابن كثير"
المبحث الأول: حياته العامة
ويتضمن ما يلي:
- أولا: اسمه ونسبه.
- ثانيا: مولده.
- ثالثا: أسرته.
- رابعا: زوجته وأولاده.
أولا: اسمه ونسبه
هو إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن درع القرشي الحصبلي القيسي، البُصْرَوي الأصل، الدمشقي النشأة والتعليم، الشافعي، عماد الدين أبو الفداء١.
الإمام العالم العلامة، المفسر المحدث الحافظ، الفقيه المؤرخ ...
_________
١ البداية والنهاية ١٤/ ٣١.
ثانيا: مولده ولد ابن كثير في إحدى المدن الدمشقية في بلدة تسمى بـ "مجدل القرية" من أعمال بُصْرَى شرقي دمشق، وكان ذلك سنة سبعمائة أو سنة إحدى وسبعمائة من الهجرة النبوية الشريفة١. _________ ١ وهذا هو الذي يترجح في ولادته، إذ إنه عندما ترجم لصاحب مكة الشريف محمد بن الأمير حسن بن قتادة الحسني في كتابه البداية والنهاية قال: وفيها -أي: سنة إحدى وسبعمائة- ولد كاتبه إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الشافعي عفا الله تعالى عنه -والله تعالى أعلم- وعندما ترجم لوالده ﵀ وكان قد توفي في جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعمائة قال: "وكنت آنذاك صغيرا ابن ثلاث سنين أو نحوها لا أدركه إلا كالحلم" وإن ابن حجر والسيوطي وابن العماد قد ذكروا أن ولادته كانت سنة سبعمائة، وإن البغدادي قال: إنه ولد عام خمسة وسبعمائة، وهذا بعيد جدا لما ذكرنا. انظر أنباء الغمر ١/ ٤٥، البداية والنهاية ١٤/ ٢١ و٣١. وشذرات الذهب ١٦/ ١٣١، وطبقات الحفاظ للسيوطي ص٥٢٩، وهدية العارفين ٥/ ٢٥١.
ثانيا: مولده ولد ابن كثير في إحدى المدن الدمشقية في بلدة تسمى بـ "مجدل القرية" من أعمال بُصْرَى شرقي دمشق، وكان ذلك سنة سبعمائة أو سنة إحدى وسبعمائة من الهجرة النبوية الشريفة١. _________ ١ وهذا هو الذي يترجح في ولادته، إذ إنه عندما ترجم لصاحب مكة الشريف محمد بن الأمير حسن بن قتادة الحسني في كتابه البداية والنهاية قال: وفيها -أي: سنة إحدى وسبعمائة- ولد كاتبه إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الشافعي عفا الله تعالى عنه -والله تعالى أعلم- وعندما ترجم لوالده ﵀ وكان قد توفي في جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعمائة قال: "وكنت آنذاك صغيرا ابن ثلاث سنين أو نحوها لا أدركه إلا كالحلم" وإن ابن حجر والسيوطي وابن العماد قد ذكروا أن ولادته كانت سنة سبعمائة، وإن البغدادي قال: إنه ولد عام خمسة وسبعمائة، وهذا بعيد جدا لما ذكرنا. انظر أنباء الغمر ١/ ٤٥، البداية والنهاية ١٤/ ٢١ و٣١. وشذرات الذهب ١٦/ ١٣١، وطبقات الحفاظ للسيوطي ص٥٢٩، وهدية العارفين ٥/ ٢٥١.
1 / 19
ثالثا: أسرته
ولد ابن كثير في أسرة قرشية عريقة عرفت بالعلم والخلق والديانة، وكان ينتمي إلى بني حصلة. وقد ولد والده في قرية يقال لها "الشركيون" تقع غربي بصرى وبينها وبين أذرعات، وذلك في حدود سنة أربع وستمائة. ودرس القرآن والحديث والفقه وعلوم الشرع، وأخذ عن النووي والتقي الفزاري وغيرهما من العلماء. وتولى الخطابة في قرية شرقي بصرى مدة طويلة وكان خطيبا فصيحا، يقول الشعر ويعرف فنونه، وكان الناس يستمعون إليه ويلتفّون حوله. ثم تحول إلى "مجدل القرية" وتزوج منها بمريم بنت فرج بن علي، وكانت امرأة صالحة حافظة لكتاب الله. وقد أنجبت له: كمال الدين عبد الوهاب، وعبد العزيز، ومحمدا وإسماعيل، وكان قد توفي وهو شاب صغير يطلب العلم في دمشق، فسمى ولده إسماعيل "ابن كثير" باسمه.
وكذلك ولد له منها: يونس، وإدريس، وكانوا جميعا مشتغلين بطلب العلم، عليهم رحمة الله تعالى جميعا١.
_________
١ البداية والنهاية ١٤/ ٣٢.
1 / 20
رابعا: زوجته وأولاده
تزوج الإمام ابن كثير بابنة شيخه أبي الحجاج المزي، وكانت امرأة صالحة حافظة لكتاب الله بارة بوالديها، وكانت قد حفظت القرآن على والدتها عائشة بنت إبراهيم بن صديق١.
وقد رزق منها بأولاد أربعة، نذكرهم مرتبين حسب سني وفياتهم:
١- عمر بن إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي. وكان فقيها، كتب تصانيف أبيه وولي الحسبة مرارا والأوقاف، ودرس بأماكن عديدة. توفي سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة٢.
٢- أحمد بن إسماعيل بن عمر بن كثير. وكان حسن السمت عارفا بالأمور، توفي سنة إحدى وثمانمائة٣.
٣- بدر الدين محمد بن إسماعيل بن كثير، أبو البقاء. درس العلم وتفقه على كثير من الشيوخ، وكان ذا فضل، معروفا بحسن الخط وجودة الضبط. توفي سنة ثلاث وثمانمائة٤.
٤- التاج عبد الوهاب بن إسماعيل بن كثير. سمع من أبيه وغيره من الشيوخ، توفي سنة أربعين وثمانمائة٤، عليهم رحمة الله تعالى جميعا.
_________
١ المصدر السابق ١٤/ ٩٢.
٢ أنباء الغمر ٢/ ٧٥.
٣ الضوء اللامع ١/ ٢٤٣.
٤ أنباء الغمر ٤/ ٣٢٢.
٥ الضوء اللامع ٥/ ٩٨.
1 / 21
المبحث الثاني: حياته العلمية
أولا: طلبه العلم
...
المبحث الثاني: حياته العلمية
ويتضمن ما يلي:
- أولا: طلبه العلم.
- ثانيا: شيوخه.
- ثالثا: تلاميذه.
- رابعا: مكانته العلمية، وثناء العلماء عليه.
- خامسا: مؤلفاته.
- سادسا: وفاته.
أولا: طلبه العلم
كان لأسرة ابن كثير العلمية أثر كبير في توجيهه التوجيه السليم الصحيح، والتحاقه بطلب العلم منذ نعومة أظفاره؛ فكان والده عالما وخطيبا، ووالدته حافظة لكتاب الله، وإخوته مشتغلين بالعلم. فلا غرابة أن ينشأ هذا الصغير على طلب العلم وأن يسلك مسلك العلماء ... وقد انتقلت أسرته إلى دمشق بعد وفاة والده برفقة أخيه عبد الوهاب وكان ذلك سنة سبع وسبعمائة للهجرة، ودرس علومه الأولى على يد أخيه عبد الوهاب، وحفظ القرآن على يد الشيخ شمس الدين البعلبكي وعمره لم يتجاوز الحادية عشرة١.
_________
١ البداية والنهاية ١٤/ ١٧٩.
1 / 22
ثم توجه لقراءة الحديث؛ فسمع صحيح مسلم في تسعة مجالس بقراءة الوزير أبي القاسم الأزدي قراءة صحيحة١، وسمع بدار الحديث الأشرفية نحوا من خمسمائة جزء بالإجازات والسماع في الحديث، من شيخه المسند أبي العباس بن الشحنة٢.
كما أنه درس القراءات والتفسير، وعني بالفقه والأصول، ودرس التاريخ، وعلم الرجال، والنحو والشعر وآداب العرب، وغيرها من العلوم. وهكذا أخذ يقرأ ويواصل ويتابع ويعكف على العلم، ويجلس إلى العلماء يأخذ عنهم ويحفظ المتون ويقرأ المطولات. وقد حظي ابن كثير بشيوخ أجلاء وعلماء فضلاء كان لهم تأثير واضح في علمه وثقافته، وقد عرفوا بغزارة العلم وسعة الاطلاع كما عرفوا بالتقوى والورع والإخلاص أمثال الحافظ المزي، والذهبي، وابن تيمية، وغيرهم كثير، عليهم رحمة الله تعالى جميعا. وما زال كذلك حتى أتقن العلوم ونال حظه الوافر من جميع الفنون؛ فشهد بعلمه العلماء، وبرسوخه وتقدمه الفضلاء، فأعطيت له الإجازات واشتهر بالضبط والتحرير٣، حتى ذاع صيته وطار في الأمصار ذكره، وتولى مشيخة العديد من المدارس، وانتهت إليه رئاسة العلم في التفسير والحديث والفقه والتاريخ٤ ... فهرع إليه طلاب العلم من كل صقع، يطلبون علمه ويتفقهون به، ويحفظون عنه ويسمعون منه.
_________
١ المصدر السابق ١٤/ ١٤٩.
٢ المصدر السابق ١٤/ ١٥٠.
٣ شذرات الذهب ٦/ ٢٣١.
٤ المصدر السابق.
1 / 23
ثانيا: حياته العلمية
...
ثانيا: شيوخه
لقد ولد ابن كثير في أسرة علمية نالت حظها من العلم، وأخذت نصيبها من المعرفة؛ فأمه التي كانت تحفظ كتاب الله العزيز يمكن أن نقول: إنها كانت شيخته الأولى، فلا بد أنه سمع منها الكثير من كتاب الله تعالى ولا بد أنه حفظ عنها منه شيئا، ولا بد أن أنفاسها الطيبة قد عطرت مسامعه وهي تستعيد حفظه وتؤكد تذكاره وتتلوه آناء الله وأطراف النهار في كل يوم. وإن أخاه عبد الوهاب كان شيخه أيضا؛ فقد تلقى عنه وكان ذا علم وفضل، كما أنه تلقى عن شيوخ كثيرين، وإننا سنذكر بعض خواصّ شيوخه مرتبين حسب حروف المعجم، كما أننا سنذكر ترجمة موجزة لشيخين من شيوخه كان لهما ذكر في كتابنا تحفة الطالب، وهما الإمامان الحافظان أبو الحجاج المزي، وأبو عبد الله الذهبي. ولنبدأ بترجمتهما ثم نعدد باقي شيوخه.
١- الإمام المزي١: هو العالم الحبر الحافظ محدث الشام، جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن بن يوسف القضاعي، ثم الكلبي الدمشقي الشافعي.
ولد سنة أربع وخمسين وستمائة ونشأ بالمزة. حفظ القرآن وتفقه وأقبل على العلم فسمع الكتب الستة ومعجم الطبراني وغيرها، وأخذ العلم عن أبي الخير النووي والعفيف التلمساني والأربلي وغيرهم، وكان كثير العلم ثقة حجة، صادق اللهجة حسن الخلق، كثير السكوت قليل الكلام مصنفا، ومن مصنفاته: تهذيب الكمال، وتحفة الأشراف في معرفة الأطراف، وغيرهما. وتوفي في صفر سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة.
٢- الإمام الذهبي٢: هو الإمام العالم العلامة الحافظ المحدث شيخ الجرح والتعديل، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي. ولد سنة ثلاث وسبعين وستمائة بكفر بطنا في غوطة دمشق، سمع من شيوخ كثيرين منهم: الإمام المزي، وأحمد بن هبة الله بن عساكر، وشرف الدين الفزاري، وغيرهم. صنف المصنفات الجليلة، منها: تاريخ الإسلام، وسير أعلام النبلاء، وميزان الاعتدال، وغيرها. توفي سنة ثمان وأربعين وسبعمائة.
٣- برهان الدين بن سباع الفزاري: شيخ الشافعية في زمانه ابن شيخ الإسلام
_________
١ ترجمته في البداية والنهاية ١٤/ ١٩١، وتذكرة الحفاظ ٤/ ١٤٩٨-١٥٠٠.
٢ ترجمته في البداية والنهاية ١٤/ ٢٢٥، والدرر الكامنة ٣/ ١٣٦، وشذرات الذهب ٦/ ١٥٣.
1 / 24
تاج الدين الفزاري، الصعيدي الأصل الدمشقي، المتوفى سنة "٧٢٩هـ"١.
٤- أبو العباس أحمد بن أبي طالب بن نعمة الصالحي الحجار، الشهير بابن الشحنة، المتوفى سنة "٧٣٠هـ"٢.
٥- تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية، الحراني الحنبلي شيخ الإسلام، المتوفى سنة "٧٢٨هـ"٣.
٦- بهاء الدين القاسم بن محمد بن بدر الدين بن عساكر، الدمشقي الطبيب المعمر، المتوفى سنة "٧٢٣هـ"٤.
٧- كمال الدين محمد بن علي بن عبد الواحد الأنصاري، شيخ الشافعية في زمانه، أبو المعالي المعروف بابن الزملكاني، المتوفى سنة "٧٢٧"٥.
٨- الملك الكامل ناصر الدين أبو المعالي محمد بن عبد الملك السعيد عبد الملك بن سلطان الصالح إسماعيل، المتوفى سنة "٧٢٧هـ"٦ عليهم رحمة الله تعالى جميعا.
_________
١ ترجمته في البداية والنهاية ١٤/ ١٤٦، والدرر الكامنة ١/ ٣٣.
٢ ترجمته في البداية والنهاية ١٤/ ١٥٠.
٣ ترجمته في البداية والنهاية ١٤/ ١٣٥، وتذكرة الحفاظ ٤/ ١٤٩٦-١٤٩٨.
٤ ترجمته في البداية والنهاية ١٤/ ١٠٨، وشذرات الذهب ٦/ ٦١.
٥ ترجمته في البداية والنهاية ١٤/ ١٣٠، والدرر الكامنة ٤/ ٣١.
٦ ترجمته في البداية والنهاية ١٤/ ١٣١، طبقات الشافعية ٩/ ١٩٠.
1 / 25
ثالثا: تلاميذه
لقد أخذ عن الإمام ابن كثير طلاب كثيرون تفقهوا به وحفظوا عنه، فالإمام قد تولى التدريس في مدارس كثيرة، وألقى دروسه المفيدة في الجامع الأموي وغيره، ولا يمكننا استيعاب جميع طلابه؛ لذا فإننا سنقتصر على ذكر بعضهم، وسأذكر ترجمة موجزة لواحد منهم، وهو الإمام بدر الدين الزركشي.
وذلك لأنه قام على تخريج كتاب المختصر بعد شيخه ابن كثير، وقد ذكرت نقولا عن كتابه في التعليق على كتاب تحفة الطالب. وسأبدأ بذكره ونذكر الباقين مرتبين على حروف المعجم.
١- بدر الدين الزركشي١: هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن بهادر بن عبد الله الزركشي، ولد بالقاهرة سنة خمس وأربعين وسبعمائة وأخذ عن جمال الدين الإسنوي، وجمال الدين البلقيني، ومغلطاي ثم توجه إلى بلاد الشام قاصدا سماع الحديث من الحافظ ابن كثير، فنزل دمشق وأخذ عنه، ثم رحل إلى حلب فأخذ عن شهاب الدين الأوزاعي الفقه والأصول، ثم عاد إلى القاهرة. ومن مصنفاته: البرهان في علوم القرآن، والمعتبر، والإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة، وغيرها. توفي سنة أربع وتسعين وسبعمائة.
٢- أحمد بن حجي بن موسى السعدي الحسباني، الدمشقي الشافعي، المتوفى سنة "٨١٦"٢.
٣- شهاب الدين أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد الحريري، الدمشقي المعروف بالسلاوي الشافعي، المتوفى سنة "٨١٣هـ"٣.
٤- عبد الرحمن بن الحسين بن عبد الرحمن الكردي، الشهير بالحافظ العراقي، الشافعي المتوفى سنة "٨٠٦هـ"٤.
٥- محمد بن علي بن الحسن بن حمزة بن أبي المحاسن الدمشقي، الحسيني الشافعي، المتوفى سنة "٧٦٥هـ"٥ عليهم رحمة الله تعالى جميعا.
_________
١ ترجمته في شذرات الذهب ٦/ ٣٣٥، وطبقات الشافعية لابن هداية الله ص٢٤١.
٢ ترجمته في شذرات الذهب ٧/ ١٠٠، والضوء اللامع ٢/ ٨١.
٣ ترجمته في شذرات الذهب ٧/ ١١٦، والضوء اللامع ٢/ ٢٧٠.
٤ ترجمته في ذيل تذكرة الحفاظ لابن فهد ص٢٢٠-٢٣٩.
٥ ترجمته في ذيل تذكرة الحفاظ لابن فهد ص١٥٠، ١٥١.
1 / 26
رابعا: مكانته العلمية، وثناء العلماء عليه
تتضح مكانة ابن كثير العلمية في المدارس التي تولى التدريس فيها، والمساجد التي كان يلقي فيها محاضراته، وفي مؤلفاته وكتبه التي كتبها.
أما المدارس التي كان يدرس فيها فهي:
مدرسة دار الحديث الأشرفية.
والمدرسة الصالحية، أو تربة أم الصالح.
والمدرسة النجيبية.
والمدرسة التنكزية.
والمدرسة النورية الكبرى.
وهذه المدارس كانت مهبط أفئدة طلاب العلم في الشرق والغرب؛ لما يدرّس فيها من علوم ولمكانة شيوخها وأساتذتها ومنزلتهم العلمية. إذ لا يتولى التدريس فيها إلا من كان ذا قدم راسخة في العلم ومكانة بين العلماء؛ كسلطان العلماء العز بن عبد السلام وشيخ الإسلام ابن تيمية والحافظين المزي والذهبي ... عليهم رحمة الله جميعا. كما أنه تولى إلقاء الدروس في عدد من مساجد دمشق المهمة؛ كالجامع الأموي، وجامع تنكز، والجامع الفوقاني وكان يقوم بالخطابة فيه أيضا.
كما أن مكانته تتجلى١ من موقفه من الأمر السلطاني، الذي كان قد قضى بفرض ضرائب على نصارى أهل الشام، وأخذ ربع أموالهم عوضا عما فعله الفرنجة في اعتدائهم على الإسكندرية، فقال الإمام ابن كثير لنائب السلطنة في الشام: لا يجوز أخذ شيء من أموالهم زائد على الجزية ما داموا يؤدونها، وأحكام الملة قائمة عليهم ما داموا كذلك، وقال له: اكتب إلى السلطنة بذلك. فكتب نائب السلطنة إلى الديار المصرية بفتوى الشيخ، وجاءه الجواب برد ما أخذ من الجباية عليهم١.
_________
١ البداية والنهاية ١٤/ ٣١٤-٣١٧.
1 / 27
وهكذا يكون العلماء الأتقياء، يقولون الحق ولا يخافون في الله لومة لائم، يسهرون على تطبيق حدود الشرع ومصالح الناس، وهذا هو موقف الإسلام العظيم في العدل والإنصاف والمساواة والخير العميم لكل الناس. ولكن أين مواقف النصارى واليهود وأهل الذمة والكفرة -عليهم لعنة الله تعالى جميعا- من هذه المواقف ... وقد أصبحنا نتمثل بقول الشاعر:
حكمنا فكان العدل منا سجية ... فلما حكمتم سال بالدم أبطح
اللهم ردنا إلى دينك ردا جميلا، ولا تجعل لعدونا في الحياة ولا بعد الممات علينا سبيلا.
ثناء العلماء عليه:
قال شيخه الذهبي في المعجم المختص: "هو فقيه متقن، ومحدث محقق، ومفسر نقّاد، وله تصانيف مفيدة"١.
وقال أبو المحاسن الدمشقي: "الشيخ الإمام، العالم الحافظ، المفيد البارع، عماد الدين أبو الفداء ... أفتى ودرس، وناظر وبرع في الفقه والتفسير والنحو، وأمعن النظر في الرجال والعلل ... "٢.
وقال ابن حجي: "أحفظ من أدركناه لمتون الأحاديث وأعرفهم بجرحها ورجالها، صحيحها وسقيمها، وكان أقرانه وشيوخه يعترفون له بذلك، وما أعرف أني اجتمعت به على كثرة ترددي إليه إلا واستفدت منه"٣.
_________
١ ذيل تذكرة الحفاظ لأبي المحاسن ص٥٨.
٢ المصدر السابق ٥٧، ٥٨.
٣ شذرات الذهب ٦/ ٢٣١.
1 / 28
خامسا: مؤلفاته ١:
ربت مؤلفات الإمام ابن كثير على الأربعين مؤلفا، وإن الغالبية من هذه المؤلفات لا يزال ينتظر من ينفض عنه غبار السنين الطوال لإخراجه والاستفادة منه، كما أن قسما آخر لا نعرف عنها سوى الاسم أشار إليها في مؤلفاته. وتمتاز مؤلفاته بالتنوع، وإن كان الغالب عليها الحديث.
وسأبين ما هو مطبوع من كتبه أو مخطوط وما أشار إليه في بعض مؤلفاته قدر الاستطاعة وحسب الوسع، مرتبا إياها على حروف المعجم.
فالمطبوع منها:
١- الاجتهاد في طلب الجهاد.
٢- أحاديث التوحيد والرد على أهل الشرك.
٣- اختصار علوم الحديث.
٤- البداية والنهاية.
٥- تحفة الطالب بمعرفة أحاديث مختصر ابن الحاجب.
٦- تفسير القرآن العظيم.
٧- سيرة عمر بن عبد العزيز.
٨- فضائل القرآن.
٩- الفصول في اختصار سيرة الرسول ﷺ.
١٠- المسائل الفقهية التي انفرد بها الإمام الشافعي من دون إخوانه من الأئمة.
١١- مولد رسول الله ﷺ.
١٢- النهاية أو الفتن والملاحم.
والمخطوط منها:
١- آداب الحمامات٢.
_________
١ فصّل الأستاذ مطر الزهراني ذلك في رسالته "الإمام ابن كثير المفسر". وانظر في مؤلفات الإمام ابن كثير مقدمة الدكتور إبراهيم صندقجي لكتاب المسائل الفقهية التي انفرد بها الإمام الشافعي من دون إخوانه من الأئمة للإمام ابن كثير.
٢ يقوم الأستاذ أبو عبد الرحمن بن عقيل في الرياض على تحقيقه.
1 / 29
٢- الأحكام الكبير١.
٣- إرشاد الفقيه إلى معرفة أدلة التنبيه٢.
٤- التكميل في معرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل٣.
٥- جامع المسانيد والسنن الهادي لأقوم سَنَن٤.
٦- رسالة في أحاديث الإشراك٥.
٧- شعب الإيمان٦.
٨- طبقات الفقهاء من الشافعية٧.
٩- اختصار كتاب الإمام البيهقي "المدخل إلى كتاب السنن"٨.
١٠- كتاب العقائد٩.
١١- مسند الفاروق أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب ﵁ وأقواله على أبواب العلم١٠.
_________
١ توجد منه نسخة بدار الكتب الوطنية بتونس رقم ١٦٨.
٢ توجد منه نسخة بمكتبة فيض الله أفندي بتركيا تحت رقم ٧٨٣/ ٢، وذكر فيه أنه مختصر من أصل مبسوط. ومنه نسخة مصورة عنها بالجامعة الإسلامية تحت رقم ٩٩٧ حديث.
قام الأخ الأستاذ محمد إبراهيم السامرائي على تحقيقه، وحصل به على درجة الماجستير بتحقيقه للنصف الأول منه من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم.
٣ يوجد منه الجزء التاسع في دار الكتب المصرية تحت رقم ٢٤٢٢٧ ب، مصور بمجلدين.
٤ يوجد منه تسعة أجزاء في دار الكتب المصرية تحت رقم ١٨٤ حديث، وصورته مكتبة الحرم المكي وصورة منه بمركز البحث العلمي بجامعة أم القرى تحت رقم ٥٨٤.
٥ توجد منه نسخة بمكتبة الأوقاف العامة ببغداد تحت رقم ٧/ ١٣٧٩٣ مجاميع.
٦ توجد منه نسخة مصورة في مكتبة الشيخ صبحي البدري السامرائي الخاصة ببغداد.
٧ توجد منه نسختان في مصورات مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى تحت رقم ٢٧٩.
٨ ذكره د. إبراهيم صندقجي في مقدمة كتاب المسائل الفقهية ص٣٧.
٩ توجد منه نسخة بالمكتبة المركزية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة تحت رقم ٢٣٩/ ١٦ ضمن مجموع.
١٠ يقوم الأستاذ مطر الزهراني على تحقيقه للحصول على درجة الدكتوراه من جامعة أم القرى بمكة المكرمة.
1 / 30