237

Tuhfat al-Asmāʿ waʾl-Abṣār

تحفة الأسماع والأبصار

وبعد: فإنه سألني من وجه إلى أمل الإسعاف، فأمرني من لا يسعني مخالفته على طريق المطابقة والإنصاف، أن أصف له ما ينبغي مذاكرته من سفرنا إلى الديار الحبشية، واتصالنا بملك الفرقة النصرانية والملة المسيحية، عن أمر مولانا أمير المؤمنين، وخليفة الله الداعي إلى كتابه المبين، وأمينه على تبليغ ما انزل على قلب جده سيد المرسلين، المتوكل على الله رب العالمين، إسماعيل بن أمير المؤمنين المنصور بالله القاسم بن رسول الله صلى الله عليه وعليهم وسلم أجمعين.

وكانت هذه جملة كلية، تشتمل على جزيئات تفصيلية، يتعين تعريف مبتدأها وخبرها، وإيضاح ما أراد السائل من عجائب قصصها وعبرها، فأجبته إلى ذلك إيثارا لقصده، وقضاء لما ثبت علي من حقوق وده، ولما أرجوه من نعش أهل الخمول! والحث على ارتكاب الأخطار العظيمة في طاعة الله عز وجل وطاعة أئمة آل الرسول، ولقد ذكرت [79/ب]عند ذلك شعر الإمام الحسين بن علي الفخي-صلوات الله عليه- حيث يقول:

وإني لأنوي الخير سرا وجهرة .... وأعرف معروفا وأنكر منكرا

ويعجبني المرء الكريم نجاره .... ومن حين أدعوه إلى الخير شمرا

Page 354