وكان الله عز وجل وله الحمد بما أيدكم من المعونة بتولي دفعها من لديه، وعوده خائبا بعد أن قتل من أعوانه، واختيار الله وله الحمد الشهادة للسيد ويس بن محمد -رحمه الله- ورفع في درجات الشهداء من شأنه، ثم تعقبه كتابكم الكريم صحبة المحب المخلص حسن بن علي الصنعاني -بارك الله فيه - بما تجدد بعد ذلك من أخبار، ورفع يد المشار إليه عن جده، وما تضمنه من الأغراض المترتبة على ذلك في شأن أهل الأسباب والمسافرين، وتنزيلهم من بندر القنفذة -حرسه الله تعالى- وذكر ما كان اقتضاه الحال من استمداد ما استمددتم من القرضة، وإلى الآن لم يذكر لنا أحد منهم شيئا من ذلك لحسن ظنهم بوعدكم الكريم، وما يعرفون أنكم لم تستمدوا ذلك إلا لعارض مهم، وتحبون مشاركتكم فيه، ومعونتكم عنده، ولا يفوتكم إن شاء الله ما لديكم، وكيف معولهم بعد الله سبحانه في الإستيفاء ممن يقدر قوته على الله وعليكم، وتعقب ذلك الكتاب الكريم الثالث، وتحقيق عزل الأمير الغيطاس، وورود من يقوم مقامه من جماعة الباشا، وأن تلك العوارض إن شاء الله بفضل الله قد زالت[73/أ] والأحوال بحول الله وقوته قد انتظمت، وقد حمدنا الله وهو أهل الحمد على جميع ما ذكرتم من تفضلاته عز وجل ومننه، التي من أهمها وأولها اجتماع قلوب أهل هذا البيت الشريف وحرمهم المنيف، ثم بما من به من عودة كيد الكايد عليه، ورجوع ضرره إليه، ورجونا أن يجعل الله تعالى ذلك إن شاء الله عنوانا لكل خير في الدين والدنيا، وبلاغا لكل عمل صالح وتقوى، وكفا لأكف كل عاد أثيم وحسما لطمع كل عدو لئيم{ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم} ، والفقيه حسن بن علي الصنعاني أدى ما ذكرتم أنكم أودعتموه إياه من القول، وحقق من الأحوال ما نسأل الله صلاحها إن شاء الله في الحال والمال، من كرم الله وعونه وهو ذو القوة والحول، وحسبنا الله ونعم الوكيل، ونعم المولى ونعم النصير، وقد توجه إليكم مصحوب السلامة والكرامة، بما تطلعون إن شاء الله عليه، وحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ثم كتب -عليه السلام- إلحاقا في طي ذلك لفظه: حاوي خير إن شاء الله تعالى، وقفنا على الملحق الكريم بتحقيق حال الخاصة، وما لحق من الخاصة، وقد عود الله الجميل وحسبنا الله ونعم الوكيل، ووعده عز وجل باليسر على أهل ملك البقاع الشريفة صادق، وعود الحال لأحسن ما كانت عليه منتظر، فثقوا بوعده وتوسلوا إليه تبارك وتعالى بما أشرتم إليه من حسن مقصدكم، وحميد صالح نيتكم في صلاح البلاد والعباد، وحفظ جوزة هذا الحرم الشريف، والبناء النبوي الحنيف، عن عدوان أهل الفساد فلا تلجأوا إلا إليه، ولا تعتمدوا إلا عليه، وابشروا إن شاء الله بالظفر وحسن العاقبة إن شاء الله والأثر، فإن العاقبة لمن اتقى وصبر، والذي التمستموه من الرأي بعد استخارة الله.
Page 337