كما أخبرني بعض الأصحاب مكاتبة، وقد تواردت كتب الشريف إلى الإمام -عليه السلام- يطلب منه المدد[72/ب] بالمال ويستطلع رأيه الكريم في معاملة ابن عمه الشريف عبد العزيز فأجابه -عليه السلام- بما لفظه: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمدلله وسلام على عباده الذين اصطفى، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم صلى وسلم على محمد وآل محمد، واعن وأهد إلى هذه المراشد يا الله يا رحيم، شد الله أزر دينه الحنيف، وحمى جوزة أهل بيت نبيه الشريف، وحفظ حرمة بيته الحرام، وحرس سوح مشاعره العظام، بما أجراه من جميل العوايد، وأحسن به من غيظ كل حاسد، بما طلعه الصنو السيد الشريف الأعظم، وملك أهل البيت في الحرم المحرم، والذاب لمن أراد فيه بإلحاد يظلم، والدافع عدوان من أراد فيه أن يسلك في سبيل عدوان وهضم، زيد بن محسن بن حسن زاده الله من جميل ما عوده وثبته في ما يأتي ويذر، وما يقول وما يفعل، وسدده ورفع شأنه في درجات خاصة عباده وأسعده، وأهدى إليه شرايف التسليم، وزلايف البركات والتكريم، وعواطف العون الإلهي على مقصده الصالح ومنهجه القويم، وبعد: فإنه كان وافانا كتابه الكريم، وخطابه الشريف الوسيم، على يدي الفقيه شهاب الدين أحمد الحليبي بتحقيق ما كان[قد] وقع من صاحب جدة من تلك النزعة الشيطانية التي دارت دوايرها عليه.
Page 335