Tuhfat al-Aʿyān li-Nūr al-Dīn al-Sālimī
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
باب إمامة موسى بن أبي المعالي بن موسى بن نجاد بويع له سنة تسع وأربعون وخمسمائة وهو في ما أحسب من أئمة الطائفة الرستاقية وكان يومئذ الملك بعمان محمد بن مالك، ولم أجد ذكر نسبه فخرج عليه أهل عمان وكان يومئذ إمامهم موسى بن أبي المعالي بن موسى بن نجاد في عسكر لا يحصى ولا يعد وخرج الملك في جملة اليحمد إلا الأقل منهم، وخرجت معه عامر ربيعة، وكان أيضا من أهل عمان عامر ربيعة فخرجوا حتى توافوا بقرية الطو، وكانوا قد استضعفوا أنفسهم عن الصولة، وأجمع رأيهم على الرجوع وطمعوا في السلامة وأعطوا ثقلهم العقبة وتأخروا ليكونوا حامية لساقتهم، فلما صارت المطايا على العقبة وصلت إليهم البدو في زحف من اليحمد فانهزمت أهل عمان ولم يعقب أحد عند ساداتها فقتل الرئيس وأخوه أعني أبا عبدالله بن أبي المعالي، وقتل من الناس خلق كثير وأخذ من الناس ما لا يحصى، وكذلك الموت بالعطش ولم ينج إلا ذو عمر طويل، وأتت اليحمد والبدو على جميع التخافيف والدروع والسلاح، وكان ممن أخذته البدو الرئيس أبا المعالي بن عبدالله وعبدالله بن خنبش بن أزهر وأحمد ابن محمد وجماعة من أهل سمد، ومن سائر الناس عدد لا يحصى.
وكانت هذه الوقعة في يوم الأربعاء في يوم تسعة وعشرين من صفر سنة تسعة وسبعين وخمسمائة، فمدة إمامته عشرون سنة وسيأتي كلام يقضي أنهم نصبوا في عصره إماما، وفي أيامه مات القاضي أبو علي الحسن بن أحمد بن محمد بن عثمان رحمه الله عشية الجمعة لست ليال خلون من ذي القعدة سنة ست وسبعين وخمسمائة وكان الملك قد أرسل إليهم قبل خروجهم عليه بثلاث سنين نصيحة قال فيها بسم الله الرحمن الرحيم
مهلا بني عمنا مهلا موالينا ... = ... لا تبعثوا بيننا ما كان مدفونا
Page 299