285

Tuhfat al-Aʿyān li-Nūr al-Dīn al-Sālimī

تحفة الأعيان لنور الدين السالمي

وفي سنة ست وثلاثين في ربيع الآخر ليلة الجمعة مات عثمان بن موسى , وخالفه أهل العقر من نزوى ولم يدخلوا في طاعته وذلك لأجل قدحهم في إمامته ولعله حيث كان من الطائفة الرستاقية فحاربهم طويلا وقطع النخيل وكسر الأنهار , ووقعت في الحرب أحداث لا تكاد تخلوا منها معرة الجيش؛ ولا يقدح ذلك في إمامة المحق , غير أن أهل العقل لما لم تكن إمامته ثابتة عندهم ردوا عليه بسيرة ذكروا فيها الأحداث الواقعة وجعلوا من المناكر , وحملوا على القائم بالأمر.

وهذه السيرة التي فيها الرد تنسب لأبي بكر أحمد بن محمد بن صالح وهو شيخ أبي بكر أحمد بن عبدالله ابن موسى صاحب المصنف ورد هذا التلميذ على شيخه ردا بليغا مسلما لو سلم صحة أصل الإمامة , غير أن شيخه يقدح في أصل إمامتهم وقال الراد قد علم الخاص والعام إلا من شاء الله من أئمتنا وأخذنا رأي الجماعة من أهل نحلتنا , ولم يقف من وقف عن شك في الأصل بل خوفا من معارضة أهل البغي والجهل , وكراهتهم لهذا الفعل ووقوف هؤلاء غير قادح في أمر المسلمين ولا ناقص لأهل الدين , وقد قال علي بن أبي طالب ولا عمري إن كانت الإمارة لا تجوز حتى يحضرها جميع الناس ما إلى ذلك من سبيل , ولكن أهلها يحكمون فيها على من غاب , ثم ليس للحاضر أن يرجع ولا للغائب أن يختار ألا وإني مقاتل رجلين رجل ادعى ما ليس له ورجل منع ما قبله. قال وهكذا وجدنا عن غيره فانظر في ذلك وبالله التوفيق.

Page 298