86

Al-Tanbīhāt al-Laṭīfa ʿalā mā iḥtawat ʿalayhi al-ʿAqīda al-Wāsiṭiyya min al-Mabāḥith al-Munīfa

التنبيهات اللطيفة على ما احتوت عليه العقيدة الواسطية من المباحث المنيفة

Publisher

دار طيبة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٤هـ

Publisher Location

الرياض

Genres

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
تجري على ما علمه الله وكتبه وتقع بأسباب ربطها العزيز الحكيم بمسبباتها، والأسباب والمسببات من قضاء الله وقدره. ولهذا لما قال النبي ﷺ لأصحابه: «ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة أو النار" فقالوا يا رسول الله: أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ قال: "اعملوا فكل ميسر لما خلق له، أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة" ثم قرأ ﷺ: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى - وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى - فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى - وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى - وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى - فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى﴾ [الليل: ٥ - ١٠]» متفق عليه. وتوضيح ذلك أن العبد إذا صلى وصام وعمل الخير أو عمل شيئًا من المعاصي كان هو الفاعل لذلك العمل الصاع وذلك العمل السيئ، وفعله المذكور بلا ريب واقع باختياره، وهو يحس ضرورة أنه غير مجبور على الفعل

1 / 100