153

Qiṣṣat al-ḥaḍāra

قصة الحضارة

Publisher

دار الجيل

Publisher Location

بيروت - لبنان

Genres

Mango Park عن نيجيريا: "يظهر أن لفظتي السَّمنة والجمال تكادان تكونان مترادفتين؛ فالمرأة التي تزعم لنفسها ولو قليلا من جمال، لا بد أن تكون ممن يتعذر عليهن المشي إلا إذا سار إلى جانبيها عَبدَان، يسير كل منهما تحت ذراع ليكون لها دعامة؛ والجمال الكامل تبلغه المرأة إن ساوت بوزنها حِمل الجمل" ويقول "بريفو" Briffault: " إن معظم الهمج يؤثرون ما نظنه نحن من أقبح ما تتصف به المرأة، وأعني به الأثداء الطويلة المتدلية" (٣٥)؛ ويقول "دارون": "إنه من المعلوم لنا جميعًا أن العَجز عند كثيرات من نساء الهوتنتوت يبرز بروزًا عجيبًا ولا يشك "سير أندرو سمث" أبدًا في أن هذه الخصيصة للعجيبة موضع إعجاب من الرجال، فلقد رأى ذات يوم امرأة هي عندهم من ربات الجمال، كانت من الضخامة في أردافها بحيث إذا ما أجلسوها على أرض منبسطة استحال عليها الوقوف إلا إذا زحفت زحفًا حتى دَنَت من سفح مائل .... ويروي لنا "بيرتُن" Burton عن أهل الصومال أن الرجال إذا ما أرادوا اختيار الزوجات، صفّوا النساء صفًا واختاروا من بينهن أكثرهن بروزًا في العجز؛ وليس أقبح في عيني الزنجي من المرأة النحيلة" (٣٦).
لكن الرجل الطبيعي في أرجح الظن - يقيس الجمال بمقياس نفسه هو أكثر مما يقيسه بمعيار شكل المرأة، "فالأقربون - في الفن - أولى بالمعروف"؛ وقد لا يُصَدّقُ النساء ما نزعمه لهن من أن الرجال البدائيين والمحدثين يأخذهم العُجبُ بأنفسهم سواء بسواء؛ فالذكر لا الأنثى في الشعوب الساذجة - كما هو الحال في الحيوان - هو الذي يتزين ويُنزل بجسده الجروح؛ سعيًا وراء الجمال، فيقول "بُنوِك" Bonwick: " إن التَزين في استراليا يكاد يكون كله احتكارًا للرجل" وهكذا قُل في مالنيزيا وغينا الجديدة وكالدونيا الجديدة وبريطانيا الجديدة، وهانوفر الجديدة وهنود أمريكا الشمالية (٣٧) وفي بعض القبائل يستنفذ تجميل الجسم وقتًا أكثر مما تستهلكه أية مهمة أخرى من

1 / 143