55

The Salafi Creed on the Words of the Lord of Creation and the Refutation of Vile Heretical Falsehoods

العقيدة السلفية فى كلام رب البرية وكشف أباطيل المبتدعة الردية

Publisher

دار الإمام مالك

Edition Number

الثانية

Publication Year

١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م

Publisher Location

دار الصميعي للنشر والتوزيع

Genres

"إنَّ هذه الصلاةَ لا يصلح فيها شيءٌ من كلام الناسِ، إنما هو التسبيحُ والتكبيرُ وقراءةُ القرآن" (١٢). ولا خلافَ بين أهل العلم أن مَن تكلَّمَ في صَلاته عامدًا لغير مصلحةِ الصلاةِ فصلاتُه باطلةٌ، ولا يرَون بما تُحَدِّثُ الإِنسانَ به نفسُه ممّا لا تعلُّقَ له بالصلاة من أمور الدنيا وغيرِها مُبطلًا للصلاةِ، لأنَّه بالاتفاق ليسَ بكلامٍ، ذكر نحوَ هذا شيخُ الإِسلام. ونظائر هذا في الكتاب والسنَّة كثيرةٌ جدًا، وهي دلائلُ قاطعةٌ بأنَّ مطلقَ لفظ "الكلام" شاملٌ للألفاظ والمعاني جميعًا، خِلافًا لأهل البدع الذين أرادوا نُصْرَةَ أهوائِهم بإبطال الدلائل الصَّحيحةِ الصَّريحةِ من المعقولِ والمنقولِ. وقد ذكرنا أن "الكلامَ" و"القولَ" قد يراد بهما المعنى فقط، أو اللَّفظُ فقط، لكن بقرينةٍ تُبيِّنُ ذلك، لا عندَ الإطلاقِ والتجرُّدِ من القرائن. قال شيخُ الإِسلام: "الكلامُ إذا أطْلِقَ بتناوَلُ اللفظَ والمعنى جميعًا، وإذا سُمّيَ المعنى وحدَه كلامًا، أو اللَّفظُ وحدَه كلامًا، فإنَّما ذاك مع قيد يدلّ على ذلك" (١٣). قلتُ: وذلك كقول عنترةَ:

(١٢) حديث صحيح. أخرجه أحمد ٥/ ٤٤٧، ٤٤٨ ومسلم رقم (٥٣٧) وأبو داود رقم (٩٣٠، ٩٣١) والنسائي ٣/ ١٤ - ١٨ والدارمي رقم (١٥١٠، ١٥١١) من طريق هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار عن معاوية بن الحكم به مرفوعًا في قصة. (١٣) "مجموع الفتاوى" ٦/ ٥٣٣.

1 / 61