يناسبه، ملتزما بالمسؤولية الأخلاقية للقائم بالاتصال في الرؤية الإسلامية، وإنما لا بد أن يجمع مع ذلك كله أن يكون القائم بالاتصال عاملا بما يدعو الناس إليه من معتقدات وأفكار وآراء، ففاقد الشيء لا يعطيه، وقد كشفت الدراسة التحليلية للجوانب الإعلامية في خطب الرسول ﷺ وخاصة في خطبة حجة الوداع أن الرسول ﷺ كان أول مطبق لما كان يدعو إليه من مبادئ سياسية واقتصادية، فقد أعلن الرسول ﷺ في خطبة حجة الوداع هدر دماء الجاهلية، فقال ﷺ: «ألا إن كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، وربا الجاهلية موضوع، وإن أول ربا أبدأ به ربا عمي العباس بن عبد المطلب، وإن دماء الجاهلية موضوعة، وأول دم أبدأ به دم ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب» (١) .
وهذا الشرط للمصدر المقنع تؤكده الدراسات العلمية للإقناع (٢) وهناك العديد من الشروط الأخرى التي يختلف تأكيدها لعملية الإقناع من مجال إلى آخر تبعا للظرف الاتصالي، وإنما هذه أهم الشروط في الجملة.
(١) انظر خطبة حجة الوداع، ص:، من هذه الدراسة.
(٢) انظر مزيدا من التفاصيل عن هذا الجانب عند: عبد الله بن محمد العوشن، كيف تقنع الآخرين، (الرياض: دار العاصمة، ١٤١٤هـ)، ص: ٢٨.