210

Al-Ikhtiyārāt al-fiqhiyya li-l-Shaykh ʿUbayd Allāh al-Mubārakfūrī Kitāb al-ṣiyām wa-l-iʿtikāf

الاختيارات الفقهية للشيخ عبيد الله المباركفوري كتاب الصيام والاعتكاف

Genres

الدليل الخامس: عن سَلَمة بن المُحَبِّق الهذلي (١) ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «من كانت له حُمولة تأوي إلى شبع (٢)، فليصم رمضان حيث أدركه» (٣).
الدليل السادس: ولأن الصوم في رمضان أكثر أجرا؛ لأنه أشد حرمة، بدليل: أن من أفطر في رمضان عليه الكفارة، ولا كفارة على من أفطر في قضاء رمضان (٤).
الدليل السابع: ولأن صومه مع الناس أسهل من الانفراد في صومه (٥).
أدلة القول الثاني: القائلين بأن الفطر أفضل.
الدليل الأول: قوله تعالى: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ (٦).
وجه الاستدلال: أن الله ﷾ جعل الفطر مرادا له في السفر إذ هو المقصود باليسر (٧).
الدليل الثاني: عن أنس بن مالك ﵁ قال: كنا مع النبي ﷺ في السفر فمنا الصائم، ومنا المفطر، قال: فنزلنا منزلا في يوم حار، وأكثرنا ظلا صاحب الكساء (٨). ومنا من يتقي

(١) هو: سلمة بن المُحَبِّق (صخر) بن عتبة الهذلي، أبو سنان سكن البصرة، شهد حنينا مع النبي ﷺ، وشهد أَيضًا فتح المدائن مع سعد بن أَبي وقاص، روى عنه: قبيصَة بن حُريث، وابنه سنان، والحسن البصري. ينظر: الإصابة ٣/ ١٢٨، معرفة الصحابة ٣/ ١٣٤٤، تهذيب التهذيب ٤/ ١٥٨.
(٢) الحُمولة: هي الأحمال، يعني أنه يكون صاحب أحمال يسافر بها. تأوي إلى شبع: أي إلى مقام يشبع فيه، بأن يكون معه زاد، يريد من لا يلحقه مشقة وعناء فليصم، وإن كان سفره طويلًا. ينظر: النهاية ١/ ٤٤٤، ولسان العرب ١١/ ١٧٩، ومجمع بحار الأنوار ١/ ٥٨٤.
(٣) رواه أبو داود ٢/ ٣١٨ رقم ٢٤١٠، كتاب الصوم، باب من اختار الصيام، وأحمد ٢٥/ ٢٥٢ رقم ١٥٩١١، وقال محققه شعيب الأرنؤوط: "إسناده ضعيف"، قال المناوي في تخريج أحاديث المصباح ٢/ ١٨١: " في سنده عبد الصمد بن حبيب ضعفه أحمد، وقال البخاري منكر الحديث"، وقال الألباني في ضعيف أبي داود ٢/ ٢٧٨: "إسناد ضعيف".
(٤) ينظر: مواهب الجليل ٢/ ٤٠١، وكفاية النبيه ٦/ ٢٨٧.
(٥) ينظر: مواهب الجليل ٢/ ٤٠١، والمبسوط للسرخسي ٣/ ٩٢.
(٦) سورة البقرة: آية: ١٨٥.
(٧) ينظر: شرح عمدة الفقه كتاب الصيام لابن تيمية ١/ ٢٣٠.
(٨) أي: من يتقي الشمس بما يلبسه من كساء، يعني: لم يكن لهم أخبية، وذلك لما كانوا عليه من القلة. ينظر: عمدة القاري ١٤/ ١٧٤، وفتح الباري ٦/ ٨٤.

1 / 210