The Fifth Pillar
الركن الخامس
Publisher
دار اقرأ للطباعة والنشر والتوزيع
Publisher Location
دمشق- سوريا
Genres
من كرم الرجل طيب زاده في سفره. وكان يقول: أفضل الحجاج أخلصهم نية وأزكاهم نفقة وأحسنهم يقينًا. وقال ﷺ: "الحج المبرور ليس له جزاء إلّا الجنة فقيل له يا رسول الله: ما بر الحج؟ فقال: طيبُ الكلام وإطعام الطعام (١) " (٢).
الفئة الرابعة هي أخطر الأصناف الأربعة على الإطلاق، فأتباعها هم النخبة من العلماء والفقهاء والمفتين وطلاب العلم وعموم الدعاة إلى الله ﷿ من واعظين وخطباء ومنشدين وقرّاء، فهؤلاء إذا خرجوا رياء وسمعة وابتغاء صرف وجوه الناس إلى مقاماتهم الرفيعة دون إخلاص القصد لله ﷿ فقد وقعوا في الضلال المبين! وصاروا قدوة فاسدة لسائر الأصناف الثلاثة من المسلمين، فإن ضلّوا فضلال الناس بهم أولى وإثمهم عند مولاهم ﷿ مضاعفٌ؛ لأنهم خير من ينبغي أن يعرف الله ﷿ ويدلَّ الخلق عليه، وإلَّا فكما روي عن رسول الله ﷺ فيهم: "أشدُّ الناس عذابًا يوم القيامة عالمٌ لم ينفعه الله بعلمه" (٣) ولخطورة هذه الغفلة استعاذ رسول الله ﷺ من علمٍ يمتطيه صاحبه لدنيا فانية مدبرة تضيع بها آخرة باقية مقبلة، وذلك في قوله: "نعوذ بالله من علمٍ لا ينفع" (٤).
ورحم الله إمامنا الغزالي الذي صرَّح باستفحال هذا الداء الخطير في مقدمته على كتاب الإحياء حين قال: "ولعمري إنه لا سبب لإصرارك على التكبر إلّا الداء الذي عم
_________
(١) أخرجه أحمد من حديث جابر بإسناد لين ورواه الحاكم مختصرًا وقال صحيح الإسناد وعند محققي الموسوعة الحديثية على مسند الإمام أحمد برقم (١٤٤٨٢) جاء: إسناده ضعيف من أجل محمد بن ثابت، ثم جاء بعد كلام طويل: "ويشهد للحديث دون زيادة إطعام الطعام إلخ" حديث أبي هريرة السالف برقم (٧٣٥٤) وهو صحيح.
(٢) إحياء علوم الدين للغزالي ج ١، ص ٢٦٣ - ٢٦٤ باب بيان دقائق الآداب.
(٣) جاء في كشف الخفاء للمحدث المفسر الشيخ إسماعيل بن محمد العجلوني الجراحي برقم (٣٧٦): "رواه الطبراني وابن عدي وابن ماجة عن أبي هريرة".
(٤) أخرجه ابن ماجه من حديث جابر بإسناد حسن.
1 / 50