127

Sharḥ al-Durr al-naẓīd fī ikhlāṣ kalimat al-tawḥīd

شرح الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد

Genres

حكم إدخال القبور في المساجد
فإن قال قائل: فماذا نفعل؟ أنهجر هذا المسجد وهو بيت الله؟ ونمنع الناس من الصلاة فيه؟ أم كيف نستفيد منه؟ فنقول: إن الاستفادة من هذا المسجد تتفرع عن أصل، وهو: معرفة الذي بني أولًا، المسجد أو القبر؟ فإن كان المسجد بني أولًا، ثم أدخل فيه القبر كما يحدث الآن في كثير من الأمصار، من أن باني المسجد إذا كان رجلًا طيبًا صالحًا تقيًا خيرًا متصدقًا، فإن مات فإنه يدفن في المسجد الذي بناه.
فالصحيح الراجح في هذه الحالة: أن ينبش القبر ويهدم وجوبًا.
ولكن بشرط إذن ولي الأمر، فإن لم يفعل بعد ما علم فحسابه على الله، وتبرأ ساحتنا بالتبيين فقط.
إذًا: إذا ادخل القبر إلى المسجد وجب هدمه، ونبش القبر، وإخراج العظام، ووضعها في مقابر المسلمين، وتصح بعد ذلك الصلاة في هذا المسجد؛ لأن الأصل صحة الصلاة؛ لقول النبي ﷺ: (جعلت لي الأرض مسجدًا وطهورا).

11 / 15