21

The Doctrine of Belief in Predestination and Decree among the Salaf and its Impact on the Believer

عقيدة الإيمان بالقضاء والقدر عند السلف وأثرها على المؤمن

Genres

وما يصيب العبد من النعم فالله أنعم بها عليه، وما يصيبه من الشر فبذنوبه ومعاصيه كما قال تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ﴾ [الشورى: ٣٠] وقال تعالى: ﴿مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ﴾ [النساء: ٧٩]، أي ما أصابك من خصب ونصر وهدى فالله أنعم به عليك، وما أصابك من حزن وذل وشر فبذنوبك وخطاياك، وكل الأشياء كائنة بمشيئة الله، وقدرته وخلقه، فلا بد أن يؤمن العبد بقضاء الله وقدره، وأن يوقن العبد بشرع الله وأمره. فمن نظر إلى الحقيقة القدرية وأعرض عن الأمر والنهي والوعد والوعيد كان مشابهًا للمشركين، ومن نظر إلى الأمر والنهي، وكذب بالقضاء والقدر كان مشابهًا للمجوسيين، ومن آمن بهذا وبهذا، فإذا أحسن حمد الله تعالى، وإذا أساء استغفر الله تعالى، وعلم أن ذلك بقضاء الله وقدره، فهو من المؤمنين) (^١). قال القحطاني ﵀ في نونيته: ركن الديانة أن تصدق بالقضا لا خير في بيت بلا أركان الله قد علم السعادة والشقا وهما ومنزلتهما ضدان لا يملك العبد الضعيف لنفسه رشدًا ولا يقدر على خذلان سبحان من يجري الأمور بحكمة في الخلق بالأرزاق والحرمان نفذت مشيئته بسابق علمه في خلقه عدلًا بلا عدوان والكل في أم الكتاب مسطر من غير إغفال ولا نقصان فاقصد هديت ولا تكن متغاليًا إن القدور تفور بالغليان (^٢)

(^١) المرجع السابق (٨/ ٦٣ - ٦٤). (^٢) نونية القحطاني، لأبي محمد عبد الله بن محمد الأندلسي، ص ١٥، الطبعة الثالثة، تصحيح وتعليق محمد بن أحمد، مكتبة السوادي، جدة، ١٤١٥ هـ.

1 / 20