206

Ārāʾ Muḥammad Rashīd Riḍā al-ʿaqāʾidiyya fī ashrāṭ al-sāʿa al-kubrā wa āthārihā al-fikriyya

آراء محمد رشيد رضا العقائدية في أشراط الساعة الكبرى وآثارها الفكرية

Publisher

مكتبة الإمام الذهبي للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٥ هـ - ٢٠١٤ م

Publisher Location

الكويت

Genres

وقال النووي: «قال القاضي لفظة «ما هو» زائدة صلة للكلام ليست بنا فيه، والمراد إثبات أنه في جهات المشرق». (١)
وقال ابن كثير: «قال بعض العلماء إن ابن صياد كان بعض الصحابة يظنه الدجال الأكبر وليس به، إنما كان دجالًا صغيرًا».
إلى أن قال: «والمقصود أن ابن صياد ليس بالدجال الذي يخرج في أخر الزمان قطعًا، لحديث فاطمة بنت قيس الفهرية، فإنه فيصل في هذا المقام» وقال ابن كثير أيضا: والأحاديث الواردة في ابن صياد كثيرة، وفي بعضها توقف في أمره هل هو الدجال؟ ويحتمل أن يكون هذا قبل أن يوحى إلى النبي ﷺ، في أمر الدجال وتعيينه، وقد تقدم حديث تميم الداري في ذلك، وهو فاصل في هذا المقام».
وقال أيضا: «وقد قدمنا أن الصحيح أن الدجال غير ابن صياد، وأن ابن صياد كان دجالًا من الدجاجلة ثم تيب عليه بعد ذلك، فأظهر الإسلام والله أعلم بضميره وسريرته، وأما الدجال الأكبر فهو المذكور في حديث فاطمة بنت قيس الذي روته عن رسول الله ﷺ عن تميم الداري، وفيه قصة الجساسة، ثم يؤذن له في الخروج في آخر الزمان». (٢)
ولقد حاول ابن حجر أيضا التوفيق بين الأحاديث الواردة في ابن صياد، وحديث الجساسة حيث قال: «أقرب ما يجمع به بين ما تضمنه حديث تميم وكون ابن صياد هو الدجال أن الدجال بعينه هو الذي شاهده تميم موثقًا وأن ابن صياد شيطان تبدى في صورة الدجال في تلك المدة،

(١) شرح النووي على مسلم (١٨/ ٦٦).
(٢) النهاية لابن كثير (١/ ٧٠) تحقيق طه زيني.

1 / 214