205

Ārāʾ Muḥammad Rashīd Riḍā al-ʿaqāʾidiyya fī ashrāṭ al-sāʿa al-kubrā wa āthārihā al-fikriyya

آراء محمد رشيد رضا العقائدية في أشراط الساعة الكبرى وآثارها الفكرية

Publisher

مكتبة الإمام الذهبي للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٥ هـ - ٢٠١٤ م

Publisher Location

الكويت

Genres

ومنافاته لأن يكون كلامه صلوات الله وسلامة عليه في أمر الدجال عن وحي من الله تعالى». (١)
فالشيخ رشيد رضا يعتبر أن تردد النبي ﷺ في أول الأمر في مكان الجزيرة التي ذكرها تميم الداري، وتردده ﷺ كذلك في ابن صياد، يثير إشكالا معنويا، بحيث يكون كلامه ﷺ عن الدجال ليس عن وحي من الله.
وفي الحقيقة كان يسع الشيخ رشيد ما وسع أهل العلم وشراح الحديث من قبله، وأن يكتفي بما قاله الأئمة في موضوعي الجساسة وابن صياد.
يقول النووي عن ابن صياد: «قال العلماء»: وظاهر الأحاديث أن النبي ﷺ لم يوح إليه بأنه المسيح الدجال ولا غيره، وإنما أوحي إليه بصفات الدجال، وكان في ابن صياد قرائن محتملة، فلذلك كان النبي ﷺ لا يقطع بأنه الدجال ولا غيره، ولهذا قال لعمر- ﵁: «إن يكن هو فلن تستطيع قتله». (٢)
وقال العلامة الطيبي: «لما تيقن ﵇ بالوحي، أنه من قبل المشرق نفى الأولين، وظاهر العبارة يدل على أن النبي ﷺ صدق تميمًا في أول الأمر ولذلك قال: «ألا إنه في بحر الشام أو بحر اليمن» بالتأكيد بـ «إن» والبدء بأداة الاستفتاح «ألا» ثم كوشف في موقفه بأنه ليس في هذا ولا ذلك بل في جهة المشرق». (٣)

(١) تفسير المنار (٩/ ٤٩٣).
(٢) شرح النووي عن مسلم (١٨/ ٤٦).
(٣) النشر الطيب على شرح الشيخ الطيب يراجع (٢/ ٢٣٥) وما بعدها.

1 / 213