57

The Commentary on the Perfect Rules

التعليق على القواعد المثلى

Publisher

دار التدمرية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م

Genres

والكمال: ضده النقص؛ فجميع أسماء الله حسنى، وجميع صفاته صفات كمال؛ فلا يلحقه النقص، كما جاء في دعاء الاستفتاح: " والشر ليس إليك " (١) يعني: أن الشر لا يدخل في أسمائه ولا في صفاته ولا في أفعاله (٢). والدليل على أن صفاته - تعالى - صفات كمال: ١ - قوله تعالى: " للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى " [النحل: ٦٠]، والمثل الأعلى أي: الوصف الأطيب والأكمل. ٢ - ووَصَفَ أسماءه بأنها حسنى " ولله الأسماء الحسنى " [الأعراف: ١٨٠]، ولا تكون كذلك إلا إذا تضمنت صفات كمال، ولو كانت ألفاظًا لا تدل على معان لما كانت حسنى، ولو دلت على صفات نقص لما كانت حسنى، وحسنى أفعل تفضيل، فله - تعالى - الوصف الأكمل، وله من كل صفة غايتها، وهو منزه عن كل نقص. ٣ - والله قد أثنى على نفسه بما له من صفات الكمال في آيات كثيرة. ثم إن صفات الكمال معروفة معقولة، فالسمع والبصر والحياة كمال، والصمم والعمى والموت نقص. وإذا كان المخلوق يتصف بالكمال فالخالق أولى (٣)، لأن صفات الكمال للمخلوق جائزة له فيجوز أن يتصف بها أو بضدها، وأما الخالق فهي واجبة له ﷾، فالحياة واجبة بمعنى: أنها لا تنفك عن ذاته، وكذلك كل الصفات الذاتية واجبة، وهي في حق المخلوق جائزة، فالمخلوق يجوز عليه الحياة والموت، وتجوز عليه هذه الصفات

(١) أخرجه مسلم (٧٧١) من حديث علي بن أبي طالب ﵁. (٢) بدائع الفوائد (١/ ٢٨٧ وما بعدها). (٣) مجموع الفتاوى (٦/ ٧٦، ٨١)، شرح الرسالة التدمرية (١٦٥ وما بعدها).

1 / 63