141

Al-taʿlīq ʿalā al-qawāʿid al-muthlā

التعليق على القواعد المثلى

Publisher

دار التدمرية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م

Genres

والمعية في اللغة العربية لا تستلزم مماسة فضلًا أن تستلزم اختلاطًا، فهي في كل مقام بحسبه، إذا قيل: الرجل معه امرأته، أحيانًا سافر بها معه في صحبته، وأحيانًا معه يعني أنه لم يطلقها، معية الاقتران الحكمي، أنها زوجته، يقال: فلان زوجته معه أو طلقها؟ فيقال: زوجته معه، وإن كان هو في المشرق وهي في المغرب، هي معه، وتقول: سافرت مع فلان، فقد تكون أنت في سيارة وهو في سيارة لكن يجمعكما السفر والاتفاق على أنكما مسافران معًا، ولا يلزم من ذلك أن تكونوا في سيارة واحدة وما إلى ذلك، فتقول: سافرنا مع فلان، وإن كان كل واحد في سيارة، لكن معية الاقتران في هذا الوجه وفي هذا السفر، ففيه اتفاق على الصحبة في السفر، فهذه معية خاصة بين المتصاحبين، لكن إذا ذهب كل واحد في طريقه ليس بينهما علاقة لا تقول: (أنا سافرت مع فلان).
والحمد لله رب العالمين ما ذكره الشيخ ونقله فيه الوفاء والغناء، وفيه ما يبرهن على الحق وبطلان ما يزعمه الجهمية ومن سلك سبيلهم، فإن القول بالحلول هذا قول الجهمية خصوصًا قدماءهم - لأنه هو المشهور في أيام الإمام أحمد- والمعتزلة، وبه يقول الأشاعرة، لأن الأشاعرة هم ممن يقول بنفي العلو، والذين ينفون العلو فريق منهم يقول إنه تعالى حالٌّ في كل مكان، سبحانك هذا بهتان عظيم، ومنهم من يقول: إنه لا داخلَ العالم ولا خارجه، وهذا أبعد في الفطر والعقول، ما الشيء الذي لا داخل العالم ولا خارجه إلا المعدوم، فإذا زعموا أن الله موجود وأنه لا داخل العالم ولا خارجه، فقد جمعوا بين النقيضين، فكأنهم قالوا: إنه تعالى موجود معدوم، والحمد لله الذي عافانا من هذه الفهوم الفاسدة والعقول المظلمة.

1 / 148