284

Al-abwāb waʾl-tarājim li-Ṣaḥīḥ al-Bukhārī

الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

Editor

د. ولي الدين بن تقي الدين الندوي

Publisher

دار البشائر الإسلامية للطباعة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Publisher Location

بيروت - لبنان

Genres

وورد عن علي ﵁: أول ما نزل سورة الفاتحة، وقيل: أول ما نزل ﴿الْمُدَّثِّرُ﴾، والجمع أن هذه الآيات أول ما نزل مطلقًا، ثم الفاتحة، ثم المدثر باعتبار تواتر النزول، فإنه فتر الوحي قبلها ثلاث سنين، كذا في "التفسير العزيزي"، وبسط الكلام على ذلك في هامش "اللامع" (^١) في "كتاب التفسير" أشد البسط، والقول الأول صحَّحه القاضي ابن العربي، والقاضي عياض، وابن كثير، وابن القيم (^٢)، وقال النووي (^٣): هذا هو الصواب الذي عليه الجماهير من السلف والخلف، انتهى.
ولا يذهب عليك أنه استدل بهذا الحديث على أن البسملة ليست من السورة، وهي مسألة مشهورة أجملَ الكلام عليها في "الأوجز" (^٤)، وبسط في هامش "اللامع" (^٥).
وحاصل المذاهب أربعة أقوال:
الأول: أنها ليست من القرآن، وهو قول مالك، ورواية عن أحمد وطائفة من الحنفية.
والثاني: أنها آية من كل سورة أو بعض آية، وهو المشهور عن الشافعي.
والثالث: أنها آية من الفاتحة دون غيرها، وهو رواية عن الشافعي وأحمد.
والرابع: أنها آية مستقلة من القرآن ليست من السور، وهو قول ابن المبارك وداود، وهو المنصوص عن أحمد، وقال أبو بكر الرازي: هو مقتضى أبي حنيفة.

(^١) "لامع الدراري" (٩/ ١٨٤).
(^٢) انظر: "زاد المعاد" (١/ ٨٤)، و"تفسير ابن كثير" (٤/ ٥٢٨).
(^٣) "شرح صحيح مسلم" (١/ ٤٨٠).
(^٤) "أوجز المسالك" (٢/ ١٤٢).
(^٥) "لامع الدراري" (٩/ ١٩٦).

2 / 294