103

The Beneficial Speech on the Book of Tawheed

القول المفيد على كتاب التوحيد

Publisher

دار ابن الجوزي

Edition Number

الثانية

Publication Year

محرم ١٤٢٤هـ

Publisher Location

المملكة العربية السعودية

Genres

الخامسة عشرة: ثمرة هذا العلم، وهو عدم الاغترار بالكثرة، وعدم الزهد في القلة. السادسة عشرة: الرخصة في الرقية من العين والحمة. السابعة عشرة: عمق علم السلف; لقوله: " قد أحسن من انتهى إلى ما سمع، ولكن كذا وكذا "، فعلم أن الحديث الأول لا يخالف الثاني.

· الخامسة عشرة: ثمرة هذا العلم، وهو عدم الاغترار بالكثرة ... إلخ: فإن الكثرة قد تكون ضلالا، قال الله تعالى: ﴿وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾ [الأنعام: ١١٦]، وأيضا الكثرة من جهة أخرى إذا اغتر الإنسان بكثرته وظن أنه لن يغلب أو أنه منصور; فهذا أيضا سبب للخذلان; فالكثرة إن نظرنا إلى أن أكثر أهل الأرض ضلال لا تغتر بهم، فلا تقل: إن الناس على هذا، كيف أنفرد عنهم؟ كذلك أيضا لا تغتر بالكثرة إذا كان معك أتباع كثيرون على الحق; فكلام المؤلف له وجهان: الوجه الأول: أن لا نغتر بكثرة الهالكين فنهلك معهم. الوجه الثاني: أن لا نغتر بكثرة الناجين فيلحقنا الإعجاب بالنفس وعدم الزهد في، القلة، أي أن لا نزهد بالقلة; فقد تكون القلة خيرا من الكثرة. ·السادسة عشرة: الرخصة في الرقية من العين والحمة مأخوذة من قوله: " لا رقية إلا من عين أو حمة ". ·السابعة عشرة: عمق علم السلف; لقوله: " قد أحسن من انتهى إلى ما سمع، ولكن كذا وكذا " ; فعلم أن الحديث الأول لا يخالف

1 / 110