قوله تعالى:
{وما تسألهم عليه من أجر}
المعنى: وما تسألهم من أجر فيكون ذلك سببا للامتناع من إجابتك،
وفي هذا دليل على أن من تصدى للإرشاد - من تعليم ,ووعظ، وفتوى - فإن عليه اختيار ما يمنعه من قبول كلامه، وهل يؤخذ من الآية المنع من جواز أخذ الأجرة على تعليم القرآن ............. (1) .
سورة الرعد
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى:
{الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار}.
المعنى ما تحمل كل إنثى لفظ ما إما بمعنى الذي أي : الذي تحمل هل هو واحد أو أكثر، أو ذكر أو أنثى أو حي أو ميت، وكذا سائر الصفات، ويحتمل أنها مصدرية، أي : حمل كل أنثى، أي : هل قد حصل حملا أو لا.
قوله تعالى:
{وما تغيض الأرحام وما تزداد}
اختلف هل هذا يرجع إلى الحمل أو إلى الحيض؟
فقيل: هو راجع إلى الحمل، والمعنى ما تغيض الأرحام، أي : ما يقل من الغيضوضة التي هي النقصان، ومنه وغيض الماء أي : نقص، ويراد قلة الحمل، وما يزداد كثرته وزيادته على الواحد، هل هم اثنان أو ثلاثة أو أربعة، وقد اختلف الفقهاء: هل يحد أكثر حمل الامرأة أم لا؟
فقال بعض أصحاب الشافعي : إنه لا يحد لعموم الآية، فإن الله تعالى تمدح بعلم الزيادة والنقصان،
وحكى بعض أصحاب الشافعي أن قرعة وجدت فيها اثني عشر ولدا من سقط امرأة،
وحكى الشافعي أنه دخل على شيخ في اليمن فدخل على ذلك الشيخ خمسة صبيان فسلموا عليه ثم قبلوا رأسه، ثم دخل خمسة فتيان فسلموا عليه وقبلوا رأسه، ثم دخل خمسة شبان فسلموا عليه وقبلوا رأسه، ثم دخل خمسة كهول فسلموا عليه وقبلوا رأسه، فقلت: من هؤلاء؟ فقال: هؤلاء أولادي كل خمسة منهم ولدوا في بطن واحد.
Page 94