420

Taysīr al-Tafsīr

تيسير التفسير

Genres

" زويت لى الأرض، فقيل لى عن الله: ستملك ما رأيت، وسألت ربى ألا يستأصل أمتى بقحط، وألا يستأصلهم عدو فأعطانيها، وألا يلبسهم شيعا، ولا يذيق بعضهم بأس بعض "

فالاثنتان الممنوعتان فى رواية سألت ربى أربعا فأعطانى اثنتين ومنعنى اثنتين اللبس شيعا، وإذاقة بعض بأس بعض، والثالثة هى كلتاهما فى رواية سألته ثلاثا فأعطانى اثنتين ومنعنى الثالثة، ووجهه أن الإذاقة من توابع اللبس شيعا، وكذا فيما يروى: سألت ربى أربعا فأعطانى ثلاثا، ألا تجتمع أمتى على ضلالة، وألا يظهر عليهم عدو من سواهم، أى فيستأصلهم، وألا يهلكهم بالقحط فأعطانيهن، وسألته ألا يلبسهم شيعا، ولا يذيق بعضا بأس بعض فمنعنيها، ويروى أنه قال لما نزلت الآية: أما أنها الأربعة كائنة أى بدون استئصال، وأحاديث عدم الكون بمعنى أنها لا تكون باسستئصال، فلا منافاة ولم يأت تأويلها بعد، وعن أبى العالية: وقعت اثنتان بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس وعشرين سنة، ألبسوا شيعا وأذيق بعضهم بأس بعض، وبقيت اثنتان الخسف والمسخ، والتأويل والماصدق الذى ترجع إليه وتفسر به تفضل الله عز وجل بتأخير المسخ والخسف إلى قرب الساعة جدا، وعنه صلى الله عليه وسلم:

" سألت الله ألا يبعث على أمتى عذابا من فوقهم ومن تحت أرجلهم، فأعطانى ذلك، وسألته ألا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها "

، { انظر كيف نصرف } نكرر مع بيان { الآيات } التى تتلى أو الدلالات بها، وذلك فى التوحيد والشرك والوعد والوعيد { لعلهم يفقهون } يعلمون أنك على الحق وأنهم على الباطل.

[6.66]

{ وكذب به } بالقرآن المدلول عليه بقوله نصرف الآيات وبالمقام كما تعين فى قوله

وذكر به

[الأنعام: 70] وقيل: وكذب بالعذاب المذكور فى قوله

أن يبعث عليكم عذابا

[الأنعام: 65] وعليه الأكثر، وفيه أن العذاب مذكور بالإمكان لا بالوعيد جزما إلا بتأويل أنهم كذبوا بإمكانه وبالتلويح به أنه لا يتم، كما قيل أن الهاء عائدة على الوعيد المضمن فى هؤلاء الآيات، وفيه أن ما هو بطريق الإمكان لا يقال فيه أنه الحق إلا بتأويل، وقد قال: وهو الحق، وقيل بالتصريف، وقيل: كذب بالنبى صلى الله عليه وسلم، وفيه أنه لو كان كذلك لقال وكذب بك لقوله { قومك } بالخطاب، ولم يجر له صلى الله عليه وسلم ذكرا بالغيبة، ودعوى الالتفات أبعد لعدم نكتة هنا فيه، والقوم قريش، وقيل: العرب { وهو الحق } حال من هاء به والتكذيب به مع أنه الحق الكامل أو الذى كأنه لا حق سواه مبالغة ومعنى كونه حقا أنه صادق أو واقع لا محالة لأنه من الله عز وجل { قل } لهم أى لقومك { لست عليكم } متعلق بوكيل، والواو لا تمنع من ذلك لأنها صلة والمعنى على ذلك لا على الحالية لتبادره، وأما الباء فلا تمنع من تقديم الحال لأنها صلة، وقدم على طريق الاهتمام بمن بقيت الوكالة عليهم من حيث الوكالة وللفاصلة على أن الآية تمت فى قوله { بوكيل } ولو لم يختم بالنون كنظائره، وفيه الردف بالياء كالردف فيها بالواو، والمعنى لست حفيظا عليكم أوفقكم إلى الإيمان، أو أعاقبكم بعذاب، ليس ذلك فى طاقتى، ولا وكل إلى، وإنما أنا منذر والموفق والخاذل والمجازى هو الله، وهذا صحيح قبل القتال ومعه وبعده، ولا حاجة إلى دعوى أن المراد كما قيل عن ابن عباس، لم أومر بقتالكم، فضلا عن أن يقال نسخ بآية القتال.

Unknown page