266

Taysir Tafsir

تيسير التفسير

Genres

[4.67]

هو الجنة، إذا حرف جزاء مهملة، إذ لم تدخل على المضارع وإذا تقدم العاطف، وكأنه قيل ما لهم بعد التثبيت؟ فقال الجواب: لو تبقوا لآتيناهم أجرا عظيما.

[4.68-69]

{ ولهديناهم صراطا مستقيما } زدناهم هدى، وعندهم أصل الهدى كقوله صلى الله عليه وسلم:

" من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم، أو طريقا فى الأرض من المحشر إلى الجنة "

، كقوله تعالى: { فاهدوهم إلى صراط الجحيم } ، أى إلى طريق فى الأرض من المحشر إلى النار، وزاد ترغيبا لهم فى متابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله:

{ ومن يطع الله والرسول } فيما أمر به، نزلت الآية فى شأن من قال من الصحابة، كيف نراك فى الجنة وأنت فى الدرجات العلا ونحن بدونك؟ وفى أن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه يوما متغير الجسم نحلا فسأله صلى الله عليه وسلم عن حاله، فقال ما فى وجع، لكن إذا لم أرك اشتقت إليك واشتدت وحشتى حتى ألقاك، ثم ذكرت الآخرة فخفت أن لا أراك هنال إن دخلت الجنة، لأنك أعلى درجة وإلا فلن أراك أبدا، وفى رجل من الأنصار جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لأنت أحب إلى من نفسى وأهلى، ومالى وولدى، ولولا أنى آتيك فأراك لظننت أنى سأموت وبكى، فقال صلى الله عليه وسلم ما يبكيك؟ فقال: ذكرت انك ستموت ونموت، فترفع الأنبياء، فإن دخلنا الجنة فنحن دونك، فنزلت، فقال صلى الله عليه وسلم: أبشروا فهم يرونه من أماكنهم فوقهم، وأهل الجنة يتزاورون أيضا ولا مانع من أن يرفعوا إليه صلى الله عليه وسلم ثم يرجعوا، لما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبر بموته وهو فى حديقة له، فقال: اللهم أعمنى فلا أرى شيئا بعد حبيبى حتى ألقى حبيبى، فعمى فى حينه، رضى الله عنه، قال الصديق: فلو أن رجلا فعل الطاعات كلها وترك المعاصى كلها، وقال ألا صنع صلى الله عليه وسلم خلاف ما صنع، أو وجد فى نفسه لكان مشركا، أى إن كان إنكارا، لا ضرورة كراهة النفس، { فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم } فى الجنة ويرونهم ويزورونهم، ويحضرون معهم، كلما أرادوا، وحيثما أرادوا، وقيل يهبط الأعلى إلى الأسفل فى الزيارة، وليس المراد استواء الدرجات { من النبيين } المتجاوزين حد الكمال فى العلم والعمل إلى درجة التكميل { والصديقين } الذين لا يدعون شيئا أظهروه بألسنتهم إلا حققوه بقلوبهم وعملهم، وأعرضوا عما سوى الله تعالى كأفضل أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم لمبالغتهم فى الصدق والتصديق، وقد يقال المراد الصدق البليغ فى الإخبار عن الغيوب التى ألهمهم الله إليها لمبالغة نظرهم فى الحجج والآيات، وتطهر نفوسهم بترك المعاصى والمكاره، ومالا يعنى والكسل والتقصير عن الواجب { والشهدآء } من قاموا بالحق حتى قتلوا فى سبيل الله، إلا أنه جاء، أن الشهيد يغفر له كل ذنب إلا الدين، وجاء بعد ذلك حق الدين، ولعله لم يجد خلاصا ودان به، وفى الفروع إن لم يتبع بدم أو مال أو فرج حرام { والصالحين } القائمين بحقوق الله وحقوق العبادات، ومن خلص من الفساد، وفى الآية أربعة أقسام على التدلى، وفى الكل صلاح، إلا أن الرابع دون الثلاثة { وحسن أولئك } الذين مع هؤلاء الأربعة { رفيقا } فى الجنة، هو الأربعة، أو حسن الأربعة مع هؤلاء المتلتحقين بهم، وعلى كل حال أفرد رفيقا لأنه كالمصدر، مثل الدبيب والصهيل، والمصدر يطلق على الواحد وغيره بلفظ واحد، أو بتأويل أو باعتبار حسن كل واحد، وسواء فى ذلك أن يكون تمييزا أو حالا، ولا يلزم أن يكون بحسن مخصوص بالمدح محذوف، تقديره هم، لأنه وضع من أول على الضم كظرف وكرم من سائر ما ضم وسطه وضعا، ويجاء له بتمييز.

[4.70]

{ ذلك } أى المذكور من الأجر والهدى والكون مع الذين أنعم الله عليهم { الفضل } خير { من الله } حال من الفضل لعمل اسم الإشارة فيه، أو خبر والفضل تابع { وكفى بالله عليما } بكل شىء، ومنه جزاء من أطاعه ومقدار الفضل وأهله، فثقوا بعلمه ولا صادق خبره كالله، ولا ينبئك مثل خبير.

[4.71]

Unknown page