[2.261]
{ مثل الذين } صفة نفقة الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله } فى طاعته { كمثل حبة } أو مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل باذر حبة { أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة } النون زائدة، يقال: أسبل الزرع إذا أخرج سنابله، فوزنه فنعلة، وقيل: أصل وزنه فعللة { مائة حبة } فرضا، ولم لم يقع خارجا، لكن لا مانع من كون سنبلة ذرة أو دخن أو بر فى الأرض المغلة مائة حبة، فكذلك كل جزء من نفقتهم يضاعف لسبع مائة ضعف { والله يضعف } أكثر من ذلك، كما فى حديث أبى هريرة، وقيل المراد المضاعفة إلى سبعمائة { لمن يشآء والله وسع عليم } واسع الفضل، عليم بمستحق التضعيف إلى سبعمائة أو أكثر.
[2.262]
{ الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله } كما جاء عبدالرحمن بن عوف بأربعة آلاف درهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: كان عندى ثمانية آلاف درهم فأمسكت لنفسى ولعيالى أربعة آلاف، وأخرجت لربى عز وجل أربعة آلاف. فقال صلى الله عليه وسلم:
" بارك الله لك فيما أمسكت وفيما أنفقت، قال قومنا: فنزلت الآية فى ذلك "
، رواه الترمذى، وفى عثمان ، إذ جهز جيش العسرة بألف بعير، وصب ألف دينار فى حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم لها، ولا أصل أصل لذلك فى كتب الحديث كما نص عليه بعض الحنفية، قال صلى الله عليه وسلم:
" من أرسل بنفقة فى سبيل الله وأقام فى بيته فله بكل درهم سبعمائة درهم، ومن غزا وأنفق فله سبعمائة ألف درهم "
، ثم تلا هذه الآية، وذكروا أن الإنفاق فى غير الجهاد بعشرة، وقيل الآية فى النفقة لوجه الله ولو فى غير الجهاد { ثم لا يتبعون مآ أنفقوا منا } على المنفق عليه { ولآ أذى } له، وثم هنا بمعنى الواو، أو لترتيب الرتبة، بمعنى أن رتبة عدم المن والأذى عالية، وأعظم من رتبة الإنفاق، أو لترتيب الزمان، بناء على أن المن والأذى متراخيان عن الإنفاق غالبا، والمن استعظام النعمة والترفع بها على من أنعم عليه، أو استعظامها والتخجيل بها، ولا بأس بذكرها ترغيبا للشكر بلا تخجيل ولا ترفع. وفى الأثر جواز للدوالدين والمعلم والإمام العدل، والأذى التكبر عليه أو تعبيره بالحاجة، وأنى عبرت حالك بإحسانى، أو التعبس عليه والدعاء عليه، والمن نوع من الأذى { لهم أجرهم } مضاعفا إلى سبعمائة فصاعدا، { عند ربهم } على الإنفاق { ولا خوف عليهم } فى الآخرة { ولا هم يحزنون } فيها.
[2.263]
{ قول معروف } لدى الحاجة أو السائل بلا إنفاق عليه، كرزقك الله، أو أغناك عن السؤال، أو أزال حاجتك، أو سأعطيك إن شاء الله تعالى { ومغفرة } له فيما يكره المسئول كإلحاح وكثرة الرجوع إلى السؤال بعد الإعطاء، وأجاز بعض ان تكون المغفرة من الله للمسئول بتحمل ما يكره من السائل. وأن تكون مغفرة للسائل فيما يشق عليه من رد المسئول خيرا للمسئول من تلك الصدقة، ورد بأن هذا ليس فى سخص واحد، والكلام على شخص واحد { خير من صدقة يتبعها أذى } يشمل المن، والمراد أنها خير للسائل، لأن له نفعا فى الصدقة التى يتبعها أذى، ولكن تركها وإبدالها بالقول المعروف أنفع له لا خير للمسئول، لأنه لا ثواب له مع الأذى، ومثله كمثل صفوان.. الخ { والله غنى } عن صدقة العباد. ونفعها عائد إليهم، ويرزق الفقراء من حيث شاء، لوسع طوله، فليس يلزمهم الاستكانة للمن والأذى، أو عنى عن صدقة بمعنى أو أذى { حليم } لا يعاجل المان والمؤدى بالعقاب.
Unknown page