312

Tawilat

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

Genres

[الإسراء: 70]، سر عظيم أنه قال تعالى:

بني ءادم

[الإسراء: 70]، ما قال أولاد آدم، واختص الرجال بالذكر دون النساء؛ يعني: أهل الكرامة من يوصف بوصف الرجال لا بوصف النساء، ثم وصف الرجال بقوله تعالى:

لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله

[النور: 37]، فمن لم يكن بهذا الوصف فهو من النساء في المعنى.

ثم في قوله: { واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون } [البقرة: 281]، وعد وبشارة للأولياء، ووعيد وإنذار، فإن الجذبة في قوله تعالى: { ترجعون فيه إلى الله } [البقرة: 281]، شاملة لكلتا الطائفتين، إلا أنها للأولياء جذبة اللطف والعناية، وللأعداء جذبة القهر والخذلان، فقال لأهل العناية:

نرفع درجت من نشآء

[الأنعام: 83].

وقال لأهل الخذلان: يسبحون في النار على وجوههم، وقوله تعالى: { ثم توفى كل نفس ما كسبت } [البقرة: 281]، فهو بشارة لأهل العناية؛ يعني: لما يرجعون إلى الله، فبقدر راحتها، وكل واحد منهم وحده في كسب العبودية بالتقوى يهدي إلى مقامات القرب بإفناء حجاب نفسه عنه، وبإبقائه ببقاء هويته، { وهم لا يظلمون } [البقرة: 281]، وهذا كما أن من سعي في نقب جدار بيته إلى جهة الشمس ليخرج بنور الشمس ظلمة بيته، فلما فتح الروزنة على قدر ضوء النور يخرج الظلمة من البيت ضرورة، فلا تظلم الشمس عليه مثقال ذرة، وفيه تهديد وإنذار لأهل الخذلان إذا استهواهم الشيطان فلم يسلكوا طريق التقوى واتخذوا آلهتهم الهوى، فلما يرجعون إلى الله بالسلاسل والأغلال يسبحون على وجوههم في سلسلة زرعها سبعون زراعا، بالإهانة والإذلال،

ثم توفى كل نفس ما كسبت

Unknown page