Tawilat
التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي
Genres
[محمد: 19]، فما بقي غير الحق، وما رأى الحق إلا الحق،
واستغفر لذنبك
[محمد: 19]؛ أي: لذنب حسبانك أنك كاتب وأنت نبي أمي عربي لست بكاتب، وهذه إشارات وبشارات عرفها من عرفها وجهلها من جهلها، ولعلي ما سبقت بهذا التقرير، والله أعلم.
ثم قال لخليله حتى يعلم أنه ليس بكاتب { واعلم أن الله عزيز حكيم } [البقرة: 260]؛ يعني : بعد أن أحييتك بحياتي وأكرمتك بصفاتي، فأحييت الطيور وعلمت كيفية إحيائي الموتى على قدر استعدادك واستحقاقك، فاعلم أني أعز من أن يعرف كنه صفة من صفاتي أو كيفيتها أو ماهيتها،
ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شآء
[البقرة: 255]، وأنا حيكم لا يحيط بعلمي إلا حكمتي، ولا يحيط بحكمتي إلا علمي، لأنهما موصوفان بإحاطة القدم.
[2.261-265]
ثم أخبر عن الإنفاق بالوفاق وماله في هذا التسوق من النفاق بقوله تعالى: { مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشآء والله واسع عليم } [البقرة: 261]، الإشارة فيها: إن الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله فالخلف لهم الجنة، والذين ينفقون أرواحهم وقلوبهم في سبيل الله فيكون الخلف عنهم ولهم الحق سبحانه، ومن يعطي تمرة إلى فقير يأخذها الله بيمينه ويربيها كما يربي أحدكم فلوة أو فصيلة، حتى تكون أعظم من الجبل، فكيف بمن يعطي قلبه إلى الله تعالى وهو يربيه بين أصبعي جماله؟ فلا جرم يصير بتربيته أعظم من العرش بما فيه؛ بل يكون العرش بما فيه في عرصته كحلقة في فلات، فافهم جدا.
فإن قوما بذلوا المال في سبيل الله، وقوما بذلوا الحال في سبيل الله بإيثار صفاء الأوقات، وفتوحات الخلوات، وطلب الحق وأرباب الصدق؛ للقيام بأمورهم في تشفي ما في صدورهم
ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة
Unknown page