290

Tawilat

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

Genres

[الإسراء: 1]، وهي ليلة المعراج؛ ليريه جميع صفاته، كما سأل الحبيب بقوله:

" أرنا الأشياء كما هي "

، فإنه أيضا طلب الرؤية؛ ولكن بقدر علو همته، ورفعة مرتبة، وكمال معرفته، فعلى قدر علو همته قال: " أرنا الأشياء كما هي لي " ، والأمي كان يرى أن سر الناس من كل وحده برفعة مرتبته، وقال: الأشياء راعى فيها معنيين:

حفظ الأدب وإخفاء مقصوده غاية الإخفاء: في قوله: " الأشياء " ، ما قاله الخليل بالنسبة إلى قول الكليم كان تعريضا، وبالنسبة إلى قول الحبيب كان تصريحا، والمعنى الثاني: طلب كمال الرؤية بجميع الصفات؛ لأنه لا يبقى شيء إلا في الأشياء داخلها، فافهم.

ولكمال المعرفة طلب رؤية الماهية، فقال: " كما هي " ، ولعمري هذا هو الملك الحقيقي الذي لا ينبغي لأحد من قبله ولا من بعده، وتجلى له الرب تبارك وتعالى تلك الليلة بجميع صفاته، كما قال تعالى:

إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما طغى * لقد رأى من آيات ربه الكبرى

[النجم: 16-18]، وإنما خص الآيات بالكبرى؛ ليفهم أن الآيات الصغرى هي: الآثار، والآيات الكبرى هي: الصفات العليا، ثم قال تعالى له:

فاعلم أنه لا إله إلا الله

[محمد: 19]، هذا إخبار عن إفناء ذاته وصفاته بالكلية عند تجلي الإلوهية، فبعث وحده بإفناءه بالماهية عن العبدية وإبقاءه بالوحدة؛ ليعلم ماهية

أنه لا إله إلا الله

Unknown page