197

Tawil Zahiriyyat

تأويل الظاهريات: الحالة الراهنة للمنهج الظاهرياتي وتطبيقه في ظاهرة الدين

Genres

ثانيا: أفكار موجهة لقواعد التفسير للظاهريات1

وقد تم استنباط هذه الأفكار الموجهة الاثنتي عشرة من النص الظاهرياتي نفسه، تعتمد الثلاثة الأولى على المعاني المختلفة للفظ «لوجوس»؛ الكلام، والتفكير، والشيء المفكر فيه،

2

والرابعة قاعدة تأويلية، ومن الخامسة حتى الثامنة قواعد مستنبطة من نفس المبدأ الذي تقوم عليه الخامسة، والتاسعة خاصة بالدراسات المقارنة، والعاشرة بالظاهريات التطبيقية، والاثنتان الأخيرتان يتعلقان ببنية الظاهريات وتطورها كمنهج مكتمل.

وهي قواعد تنطبق على كل عمل فلسفي، وليس على النص الظاهرياتي وحده إذا كان متشعبا بين التطور والبنية، والنشأة والاكتمال، والنظرية والتطبيق، والفلسفة والمنهج، والرؤية والتاريخ. وظيفتها جمع المادة العلمية في آليات منهجية واحدة من أجل القراءة الدالة، والنتائج العامة بدلا من التقسيم والتجزيء والتفتيت بدعوى التحليل العلمي ومعرفة الجزئيات.

كما تنطبق على النصوص الدينية التي تتسم بنفس طابع الشتات والتشعيب من أجل إعادة جمعها في منظور كلي واحد، وتنطبق أيضا على النصوص القانونية خاصة في بعض حالاتها، مثل: القاعدة الرابعة عن الحرف والروح في القانون، وتنطبق كذلك على النص الأدبي لتفسير وحدة العمل الروائي أو الشعري خاصة في الدراسات البنيوية والوصفية، وقد تنطبق أخيرا على النص التاريخي من أجل تحليل رؤية المؤرخ التي تحدد نصه؛ فالتاريخ تدوين، والتدوين رؤية وتعبير. (1) من اللفظ إلى الشيء، ومن الشيء إلى اللفظ

3

يتم فهم الظاهريات عن طريق الانتقال من اللفظ إلى الشيء دون المرور بالمعنى أو المفهوم، وبعد تطور الظاهريات إلى الأنطولوجيا الظاهراتية فيما بعد بانت اللغة على أنها «منزل الوجود»، لقد استعارت لغة الظاهريات مصادرها الأولى من الرياضيات والمنطق وعلم النفس والفلسفة، ولكنها تشير إلى أشياء بسيطة في الحياة اليومية، ثم أصبحت علمية تقنية اصطلاحية للغاية يصعب استعمالها في الخبرات البسيطة في الحياة اليومية، فإذا حدث انتقال من اللفظ العلمي إلى الشيء البسيط من خلال المعنى العلمي للفظ فإنه من الصعب إدراك الشيء. ويغطي المفهوم المعتمد الشيء، ويغلفه في عديد من النظريات المستخرجة من اللفظ، وإذا توسط المفهوم بين اللفظ والشيء فإنه لن يتم الانتقال من واحد إلى آخر.

وإذا كانت الظاهريات عودا إلى الأشياء ذاتها، فإنه لا يمكن فهمها إلا بالعود إلى نفس المبدأ، فكل عبارة ظاهراتية تصف شيئا، ولفهم هذه العبارة يرى الشيء،

4

Unknown page