196

Tawil Zahiriyyat

تأويل الظاهريات: الحالة الراهنة للمنهج الظاهرياتي وتطبيقه في ظاهرة الدين

Genres

24

بل وتوقف مشروع النشر للنص الظاهرياتي بأكمله، المؤلفات الباقية، والمحاضرات والتقارير والرسائل واليوميات نظرا؛ لأنها لم تعد تضيف جديدا بالنسبة لما هو معروف في المجموعات المتكاملة عن الظاهريات تطورا وبنية، مسارا واكتمالا.

25 (12) اليوميات

26

ويوميات مؤسس الظاهريات التي يعبر فيها عن نفسه ويحلل فيها شعوره تظل ربما أهم جزء من العمل المخطوط، هي المرآة التي تكشف عن حقيقة صاحبها وصورته أمام نفسه، يصف فيها مساره الفكري يوما بيوم وربما ساعة بساعة. وقد دونت اليوميات متزامنة مع الأعمال الرئيسية الأخرى الأجزاء والمجلدات والمجموعات، فقد توزع الفكر على مسارين؛ الأول الموضوعي للعمل الرئيسي، والثاني الشخصي في اليوميات، وقد يجد العمل الرئيسي تأويله الحقيقي في اليوميات.

27

الظاهريات استبطان يتطلب قلب النظرة من الخارج إلى الداخل، ورؤية الماهيات في الشعور من خلال تحليل الخبرات الحية في الحياة اليومية، والظاهرياتي معمل متنقل، وشعوره شعور يقظ، يقتنص الدلالات من عالم الوقائع بعد أن يضعه بين قوسين، هو علم تأملي خالص يعتبر ديكارت مؤسسها الفعلي في «التأملات»، وربما قبله عند أوغسطين في «الاعترافات»، «والسير الذاتية» عن الفلاسفة والصوفية، والأعمال الأدبية التي تقوم على وصف تيار الشعور.

28

ونظرا لأن سرعة تيار الشعور أكبر بكثير من سرعة القلم، اخترع مؤسس الظاهريات طريقة خاصة به في «الاختزال» غير ما هو معروف به في «طريقة الاختزال» كي تتماهى السرعتان، وتلحق سرعة القلم بسرعة التيار؛ لأن اللغة الألمانية لا تسعف؛ فالظاهريات ظاهرة معملية تتحقق في «ورشات العمل» والوصف المشترك لخبرات الحياة اليومية؛ لذلك تحولت بعد وفاة مؤسسها إلى دوائر بحثية لمجموعات من الباحثين داخل أروقة الجامعات.

29

Unknown page