97

Tawil Mushkil Quran

تأويل مشكل القرآن

Investigator

إبراهيم شمس الدين

Publisher

دار الكتب العلمية

Publisher Location

بيروت - لبنان

ومنه قوله سبحانه: وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ [الأنعام: ١٤٦] أي كلّ ذي مخلب من الطير، وكلّ ذي حافر من الدّواب كذلك قال المفسّرون: وسمّى الحافر ظفرا على الاستعارة، كما قال الآخر وذكر ضيفا طرقه «١»: فما رقد الولدان حتّى رأيته ... على البكر يمريه بساق وحافر فجعل الحافر موضع القدم. وقال آخر «٢»: سأمنعها أو سوف أجعل أمرها ... إلى ملك أظلافه لم تشقّق يريد بالأظلاف: قدميه، وإنما الأظلاف للشاء والبقر. والعرب تقول للرجل: (هو غليظ المشافر) تريد الشفتين، والمشافر للإبل. وقال الحطيئة «٣»: قروا جارك العيمان لمّا جفوته ... وقلّص عن برد الشّراب مشافره ومنه قوله تعالى: وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ (٤٤) لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (٤٥) ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ (٤٦) [الحاقة: ٤٤، ٤٦] . قال ابن عباس: اليمين هاهنا: القوّة. وإنما أقام اليمين مقام القوّة، لأن قوة كل شيء في ميامنه. ولأهل اللغة في هذا مذهب آخر قد جرى الناس على اعتياده: أن كان الله ﷿ أراده في هذا الموضع، وهو قولهم إذا أرادوا عقوبة رجل: خذ بيده وافعل به كذا

(١) البيت من الطويل، وهو لجبيهاء الأسدي في لسان العرب (حفر)، والتنبيه والإيضاح ٢/ ١١٠، وتاج العروس (حفر)، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ١٣١٣، والمخصص ٦/ ١٣٤، وكتاب الصناعتين ص ٢٣٣، والموازنة ص ٣٦، والموشح ص ٩١. (٢) البيت من الطويل، وهو لعقفان بن قيس بن عاصم في لسان العرب (ظلف)، وسمط اللآلي ص ٧٤٦، وتاج العروس (ظلف)، وبلا نسبة في كتاب الصناعتين ص ٢٣٤، والموازنة ص ٣٦، وجمهرة اللغة ص ١٣١٢، وأمالي القالي ٢/ ١٢٠. (٣) يروى صدر البيت بلفظ: سقوا جارك العيمان لما تركته والبيت من الطويل، وهو في ديوان الحطيئة ص ٢٥، وجمهرة اللغة ص ١٣١٢، والموشح ص ٩١، والموازنة ص ٣٦، وكتاب الصناعتين ص ٢٣٣، والبيت بلا نسبة في المخصص ٤/ ١٣٦، ١٢/ ١٨١.

1 / 99