96

Tawil Mushkil Quran

تأويل مشكل القرآن

Investigator

إبراهيم شمس الدين

Publisher

دار الكتب العلمية

Publisher Location

بيروت - لبنان

قال الله تعالى: وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ [الحجرات: ١١]، أي لا تعيبوا إخوانكم من المسلمين، لأنهم كأنفسكم. وقال: لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا [النور: ١٢] أي بأمثالهم من المسلمين. وبعض المفسّرين يقول في قوله تعالى: فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبارَكَةً طَيِّبَةً [النور: ٦١]، أي على أهليكم، جعلهم أنفسهم على التّشبيه. وقال: ابن عباس في تفسير ذلك: البيوت: المساجد، إذا دخلتها سلّمت على نفسك وعلى عباد الله الصالحين. وقال تعالى: اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ [الأنفال: ٢٤]، أي إلى الجهاد الذي يحيي دينكم ويعليكم. وقال: وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ [النساء: ٢٩]، أي لا تقتلوا إخوانكم، وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ [البقرة: ١٨٨]، أي أموال إخوانكم. وإن جعلته بمعنى لا يأكل بعضكم مال بعض، ولا يقتل بعضكم بعضا- فهو أيضا قريب المعنى من الأوّل. وقال تعالى: وَلَقَدْ خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ ثُمَّ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ [الأعراف: ١١] أراد: خلقنا آدم وصوّرناه، فجعل الخلق لهم، إذ كانوا منه. ومنه قوله: إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ، [ق: ٣٧] أي عقل لأن القلب موضع العقل، فكنى عنه به. وقوله: أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهذا [الطور: ٣٢]، أي تدلهم عقولهم عليه لأن الحلم يكون من العقل، فكنى عنه به. ومنه قوله: فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ (١٣) [الفجر: ١٣] لأن التعذيب قد يكون بالسوط. ومنه قوله: وَما قَتَلُوهُ يَقِينًا [النساء: ١٥٧] يعني العلم، لم يتحقّقوه ويستيقنوه. وأصل ذلك أن القتل للشيء يكون عن قهر واستعلاء وغلبة. يقول: فلم يكن علمهم بقتل المسيح علما أحيط به، إنما كان ظنّا.

1 / 98